صالون الصريح

عيسى البكوش يكتب: مائوية الأديبة ناجية ثامر (1924-2024)

issa bakouche
كتب: عيسى البكوش

ناجية ثامر “هي امرأة فريدة بين نساء جيلها، هي ظاهرة مميّزة في الحياة الأدبية والاجتماعية والنسائية”. هكذا كتب عنها أبو القاسم محمد كرّو في “حصاد العمر”.

شبّهها صالح الحاجّة في إحدى بطاقاته بـ” أمينة السعيد ” الأديبة المصرية.
ولدت ناجية بنت عبد الرحمان والي من أب سوري وأمّ تركية يوم 15 مارس 1924 بدمشق حيث زاولت تعليمها الابتدائي والثانوي.
كانت شغوفة بمطالعة القصص والشعر، شغفت بالكتابة وهي دون الثالثة عشر من عمرها وكانت تنشر مقالات في جريدة المدرسة.
كانت تكتب في بعض المجلات السورية واللبنانية تحت أسماء مستعارة مثل: “بنت العرب” و”هديل”.
تجيد العربية والفرنسية والتركية والإنقليزية.
استقرت بتونس هي وزوجها ثامر الجزائري الذي تعرّفت عليه بدمشق سنة 1946.
عملت عند مقدمها في محطة تونس البريدية في برامج اجتماعية ثم عندما استقلت البلاد سنة 1956 انتدبت في الإذاعة التونسية بعد فوزها بجائزة القصّة.
جاء في كتاب “ثمانون من أعلام الإذاعة” للصديق عبد الستار النڤاطي، كان أوّل برنامج قدّمته السيدة ناجية ثامر بعنوان “من وراء حجاب” وتواصل بثه لمدة عشر سنوات ثمّ تلته برامج أخرى على غرار “بين السيدات” و “شهيرات النساء” و”حصّة المرأة” الذي نوّه بمحتواه الرئيس الحبيب بورقيبة.

136 مسرحية

كتبت عشرات التمثيليات أُذيعت في تونس والجزائر والمغرب وقد نالت روايتها “خصام ووئام” الجائزة الأولى في المغرب و “صبيحة” الجائزة الأولى في الجزائر.
وفي تونس كانت أوّل مسرحية إذاعية بعنوان “السارق” وهي تروي قصة سارق من طراز الشعراء الصعاليك الذين كانوا يسرقون الأغنياء ليعطوا للفقراء.
لقد ذكر الناقد المنصف شرف الدين أنّ الإذاعة الوطنية بثت لناجية ثامر 136 مسرحية أكثرها باللغة الفصحى كما لها مسرحيات بالدارجة وقدّم هذه المسرحيات حمودة معالي وحمادي الجزيري ومحمد الهادي وعبد الحميد بن هدوقة.
تنوّع إنتاجها الأدبي بين القصّة والرواية والمسرحيات والخواطر والمقالات الاجتماعية.
كتبت للأطفال فكانت “حكايات جدتي” عام 1977 و”أسماء بنت أسد ابن الفرات” في نفس السنة و”أعظم هديّة” سنة 1984.
ونشرت في كمّ هائل من المجلات: الأديب في لبنان والفكر والمرأة، والجرائد : الزهرة والصباح والعمل ثمّ الحرية والمسيرة.
وأشرفت في مجلة الإذاعة على صفحة “يا ناس دلوني” وفي جريدة البيان على صفحة “قلوب حائرة”.
وانتمت بالعضوية في اتحاد الكتاب التونسيين وفي اتحاد المرأة.
يقول الحبيب بن فضيلة المشرف على البيان الثقافي وهو الذي عرّف بالأطروحة التي أعدتها الأستاذة ريم عومار حول أديبتنا: كانت تعالج مشاكل مراسلينا العاطفية فـ تقترح حلولا وتقدّم نصائح.

إنسانة بأتمّ الكلمة

ويقول المنعّم محمد مصمولي في مقال في مجلة الإذاعة بتاريخ 26 أكتوبر 2010:”جمعتني بالسيدة ناجية ثامر وشائج الزمالة بالإذاعة التونسية ولقد أبهرتني بتواضعها إلى جانب بشاشتها ولطف حديثها فقد كانت إنسانة بأتمّ الكلمة وممّا شدّني فيها التزامها بقضايا الإنسان وقضايا المرأة التونسية والعربية”.
تعرّفت على ميخائيل نعيمة فكانت تراسله يذكر عبد الستار النڤاطي أنّ ثامر نشرت في جريدة البيان فصلا بعنوان ذكريات ووفاء تتحدّث فيه عن مراسلتها مع الأديب المهجري.
وعلى ذكر انتصارها للمرأة نستحضر بعض ما جاء في إحدى رسالاتها:
“لقد شاءت اللغة العربية أن تفرّق بين الذكور والإناث، ولكن عندما يكون الخطاب موجّها للجنسين فالأفضلية تكون للمذكّر،
أنا أحتجّ على ذلك
طبعا الاحتجاج لا يفيدنا
ولكن أليس من حق الإنسان أن يفكر وأن يعلن عن فكرته”.
كتب المنصف شرف الدين في جريدة Tunis Hebdo بتاريخ 19/11/2018 بمناسبة ثمانينية الإذاعة: “كنت أستمع بشغف لحصص ناجية ثامر وكنت كثيرا ما أراسلها لإبداء الرأي حول المسائل التي كانت تثيرها عبر الأثير.
تعرّض Jean Fontaine في كتابه Aspects de la littérature Tunisienne (1983-1975 ( للأدب النسائي وذكر ناجية ثامر.
من آثارها :
• المرأة والحياة : سنة 1956.
• عدالة السمـاء : سنة 1956.
• أردنــا الحيـاة : سنة 1964.
• سمــر وعبـر : سنة 1972.
• التجــاعيـــــد : سنة 1978.
• معــانـــــــــاة : سنة 1984.
• حــوريــــــــة : سنة 1993.
توفيت رحمها الله يوم الخميس 25 أوت 1988 ودفنت بمقبرة سيدي صالح بضاحية باردو والتي عاشت فيها قرابة الأربعين عاما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى