صالون الصريح

 صلاح الدين المستاوي يكتب: مناقب مغارة الامام الشاذلي في كتاب من تحقيق الأستاذ الأمريكي عبد الهادي النجار 

كتب: محمد صلاح الدين المستاوي

صدر هذه الأيام القريبة الماضية كتاب( مناقب المغارة والمقام وأصحاب الامام الشاذلي الأربعين )وهو مجموعة من النصوص  منم التراث المنقبي التونسي للطريقة الشاذلية في اول عهدها بتونس.

وقد عكف على تحقيق هذه النصوص الدكتور عبد الهادي النجار الشاذلي (كنث ل. هونركمب) الأستاذ بجامعة جورجيا الذي سبق له ان قام بتحقيق تقييد في ترجمة واحوال الشيخ ابي الحسن علي بن عبد الله الشهير بالشاذلي تاليف عبد النور بن محمد بن احمد العمراني الذي صدرت طبعته الأولى عن دار المشرق في بيروت سنة2012 و يعد هذا التقييد من اقدم ما الف في سيرة ومناقب الامام الشاذلي.

وللدكتور عبد الهادي اهتمام كبير بالشاذلية في  منطقة الغرب الاسلامي فقد اعد اطروحته عن الرسائل الكبرى  لابن عباد النفزي الرندي اول شارح  لحكم ابن عطاء الله السكندري وحقق الدكتور عبد الهادي خطب ابن عباد التي القاها على منبر جامع القرويين الذي تولى الخطابة فيه.

وياتي اهتمام الدكتور عبد الهادي النجار بالتراث المنقبي الشاذلي في تونس في اطار متابعته لمسيرة الطريقة الشاذلية  وقد عكف في الفترة الأخيرة على تحقيق بعض المخطوطات المتعلقة بمناقب المغارة والمقام وأصحاب الامام الشاذلي واصحابه الأربعين

وقد ظلت هذه المناقب تنتظر من يتصدى لتحقيقها  الى ان بادر الى القيام بذلك الأستاذ عبد الهادي بعد ان زار تونس قبل سنوات  قليلة وحضوره جانبا من الموسم الشاذلي الذي ينتظم سنويا في الأسابيع الأربعة عشر في صائفة كل سنة

واصطحب معه لدى عودته الى أمريكا ما امكنه جمعه من المخطوطات المنقبية للمغارة والمقام وأصحاب الامام الشاذلي الأربعين وهاهو ذا  يصدرها في تحقيق علمي يعدالاول باعتبار ان ما صدر قبل ذلك لم يكن بالشمول  والاحاطة والدقة والمقارنة بين مختلف النسخ التي اعتمدها في عمله .

 فقد اقتصر التعريف بمناقب المغارة والمقام وأصحاب الامام الشاذلي الأربعين على عروض عامة في مؤلفات عديدة لباحثين تونسيين في اطار ما اعدوه من اعمال  علمية تؤرخ للتصوف في افريقية او تعريفات عامة  أخرى.

 وقد عاد الأستاذ عبد الهادي الى كل هذه الا عمال الصادرة في تونس فيما يتعلق بالامام الشاذلي واصحابه والمغارة والمقام  واستفاد منها في  تحقيقه للمخطوطات المتعلقة بمناقب المغارة والمقام وأصحاب الامام الشاذلي الأربعين ليصدر هذا الكتاب  ليسد فراغا ويعرف التونسيين عموما والشاذلية خصوصا بهذا المعلم   الروحي ( المغارة والمقام) وباصحاب الامام الشاذلي الأربعين  وما دون  عنهما ( المغارة والمقام) وعنهم( أصحاب الامام الشاذلي الأربعين) من مناقب لم  يزدها مضي القرون المتوالية الا رسوخا واشعاعا وتعلقا من طرف التونسيين بمختلف اجيالهم وفئاتهم الا جتماعية

 فلايزال في رحاب  المغارة والمقام يقام العمل الشاذلي  باتصال لم يعرف الانقطاع  في يومي الجمعة (بين صلاتي المغرب والعشاء) ويوم السبت (صباحا) وفي المقام في الاسابيع الأربعة عشر وفي بقية المواسم طيلة العام كما لايزال هذا العمل يقام في زوايا أصحاب الامام الشاذلي الار بعين كزاوية  سيدي علي الحطاب وزاوية سيدي عبد الله الشريف بجوار جامع الصفصافة( مثوى الاولياء ومكان اجتماع الامام الشاذلي باصحابه) وزاوية السيدة المنوبية وزاوية سيدي محرز وخلوة الامام الشاذلي و زاوية سيدي بويحي وزاوية سيدي بوسعيد وزاوية سيدي الشريف بحلق الوادي وغيرها من الزوايا في العاصمة واحوازها التي يقام فيها على مدار أيام الأسبوع العمل الشاذلي الذي يقام في المغارة الشاذلية  ولا يكاد يختلف هذا العمل في كل هذه الأمكنة وقوامه( قرانا يتلى بصفة جماعية وأحزاب الامام الشاذلي  تقرا وفقرة ذكر يتوج به هذا العمل).

ان كتاب (مناقب المغارة والمقام وأصحاب الامام الشاذلي الأربعين )الصادر أخيرا  ضمن سلسلة تحمل عنوان( المكتبة الشاذلية في تونس هو  الحلقةالأولى منها ستليها حلقات أخرى بحول الله ) يعرف بمناقب تلاميذ ابي الحسن الشاذلي واصحابه الأربعين وقد اثر عنه الامام قوله عندما سئل عن كتبه قال( كتبي اصحابي) وهم فعلا كتبه فقد ظل الامام الشاذلي سواء في المرحلة التونسية من مسيرة حياته وهي الأطول( امتد ت لاكثر من عشرين سنة) او بعد انتقاله الى الديار المصرية  ظل يتعهد بالتعليم والتربية والتزكية ليكونوا من بعده في ربوع تونس خير خلف لخير سلف  فقد تميزوا   بالحفاظ  على خصوصية امامهم وطريقته في التصوف السني الذي  تتلازم فيه الشريعة بالطريقة عملا بقوله جل من قائل في بيان النهج القويم الذي سار عليه صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام القائل فيه ربه جل وعلا في اكثر من اية( يزكيهم ويعلمهم).

ونهج الامام الشاذلي رضي الله عنه يبدو فيه بجلاء التلازم الوثيق بين التزكية والتعليم وهما لعمري النهج القويم والصراط المستقيم الذي لاينبغي الحياد عنه قيد انملة  اذا كان سالك هذا السبيل صادقا في محبته لله( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).

وليست هذه الخواطر التي اقدم بها هذا الإصدار( مناقب المغارة والمقام وأصحاب الامام الشاذلي الأربعين) الا مدخلا لايغني عن الاقبال على  الاطلاع ما تضمنه من معلومات ضافية  انتظر الجميع   بفارغ الصبر التعرف عليها وابى الله الا ان ينال هذا الشرف  الأستاذ  عبد الهادي النجار الشاذلي جازاه الله عن الشاذلية في تونس واخوتهم في مختلف انحاء العالم ( ومنها البلدان العربية الإسلامية) ففي هذ الإصدار النفيس تعريف لهم جميعا بخصوصية حبى بها الله اهل  تونس الا وهي وجود المغارة والمقام وأصحاب الامام الشاذلي في ربوعهم وهي منة الهية لاتزال اسرارها وبركاتها تحفهم بها في كل شان من شؤونهم ولله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى