صالون الصريح

خدعوكم بقولهم لدينا اذاعات متعددة والحال أن لدينا إذاعة واحدة…

amer bouazza
كتب: عامر بوعزة

بمتابعة مختلف الإذاعات الخاصة خلال الأسبوع الأول من دورة البرامج الشتوية يتأكد اقتناعي بأن التعدد في المشهد الإذاعي لم يعد يعني التنوع، فكل الإذاعات تقريبا إذاعة واحدة شكلا ومحتوى، وكأن العاملين في هذه الإذاعات لا شيء يدعوهم إلى التجديد والابتكار.

برامج كاملة بعدتها وعتادها تنتقل من إذاعة إلى أخرى، ومعلقون يتجولون بين هذا الميكروفون وذاك; فضلا عن أن الجميع يتناولون نفس المواضيع التي يحددها غالبا الفايسبوك في إطار ما بات يعرف بـ ‘الصحافة الجالسة’.
لقد تغير المشهد الإذاعي مطلع الألفية الجديدة بظهور الإذاعات الخاصة، لكن بعد عقدين من الزمن انتهت هذه التجربة إلى نوع من الرتابة لم تشهدها حتى الإذاعات العمومية في أوج عهود الاستبداد.. قد لا تستطيع الأجيال الجديدة من مستمعي الإذاعات على الديجيتال تخيل إذاعتي صفاقس والمنستير في الثمانينات والتسعينات، ولا كيف انطلقت إذاعة الشباب…
وقد لا يصدقون أننا كنا ننتظر بفارغ الصبر سهرتي الخميس والجمعة في الإذاعة الوطنية لأن صالح جغام ونجيب الخطاب كانا يتنافسان على تقديم مفاجآت حقيقية تظل الصحافة تعلق عليها أسبوعا كاملا.
إن أهم سؤال طرحه خبراء الإذاعة منذ بداية عصر الديجيتال هو: كيف نطور الإذاعة دون أن نجعلها تلفزيونا!
وهذا هو الفخ الي وقع فيه الجميع عندنا…

رحم الله زمننا الجميل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى