فنون

تحت شعار ‘لأجلك يا فلسطين’… افتتاح مهرجان الأغنية التونسية (صور)

على إيقاع صور من المأساة التي تعيش على وقعها غزة، منذ ما يزيد عن 150 يوما تبعا للحرب الظالمة التي يشنها الكيان على الشعب الفلسطيني، توشحت قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بأعلام تونس وفلسطين، إعلانا على افتتاح الدورة الاستثنائية لمهرجان الأغنية التونسية عدد 22 تحت شعار “لأجلك يا فلسطين »…

والتي واكبها وزير التعليم العالي والبحث العلمي المكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية، منصف بوكثير، وأيضا عدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين بتونس وأهل الثقافة والإعلام، والذي نشطها و بكل اقتدار المنشط حاتم بن عمارة، أين رفرفت الرايات التي رفعتها سواعد فتيات تشبثا بالحياة وتحديا لآلة الموت، و صدحت الحناجر بكلمات ” كلنا غزة ” وهي أوبريت من كلمات فيصل الشريف وألحان لطفي بوشناق وتوزيع منير الغضاب. صدحت حناجر كل من مهدي عياشي وشهرزاد هلال ومحمد الجبالي وأسماء بن أحمد ومقداد السهيلي وآمنة فاخر وأنيس اللطيّف وألفة بن رمضان ولطفي بوشناق وليلى حجيّج والكورال الوطني لمسرح أوبرا تونس، مناصرة للحق الفلسطيني وشدت بوجع الفلسطينيين.

2

وتحدث عادل بندقة كما لم يتحدث أبدا

وفي تماه مع الموقف التونسي من القضية الفلسطينية والروابط التاريخية والإنسانية بين البلدين، تعالى النشيدان الوطنيان التونسي والفلسطيني في أرجاء قاعة الأوبرا بإمضاء الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بالهاني.
وقبل أن يصافح الجمهور فيديو كليب لمن “يهمه الأمر” للفنان لطفي بوشناق ومغني الراب “سمارا” تحدث عادل بندقة المدير الفني للدورة الاستثنائية لمهرجان الأغنية التي تمتد من 14 إلى 16 مارس 2024 عن دور الأغنية في رسم ملاحم المقاومة. حيث قال إنه شرف عظيم تخصيص الدورة الثانية والعشرين للمقاومة الفلسطينية، مؤكدا على أنها دورة تفخر بها الأجيال.
وكما تحدث الفنانون الذين تم انتقاء أعمالهم للمشاركة في الدورة الاستثنائية للمهرجان عن اعتزازهم بمشاركتهم وعبروا على طريقتهم عن مساندتهم لفلسطين وشعبها ضد الاحتلال، كما تحدث الفنان لطفي بوشناق ومغني الراب سمارا عن تجربة أغنية “لمن يهمه الأمر” ودورها في التوعية بما يعيشه الشعب الفلسطيني.

1

دورة استثنائية بامتياز

وهذه الدورة الخاصة من ناحية الاختيارات الفنية والتوقيت أعلت صوت المقاومة وصوت كل فلسطيني يقاسي ويلات الحرب و دمويتها من خلال أصوات تونسية ذات خامات وخصوصيات متميزة. وفيما تواترت صور من المجازر التي عاشها الفلسطينيون ورفرفت راية فلسطين الصامدة، رغم جراحها النازفة، استعاد فنانو وفنانات أغان تتغنى بفلسطين وبالحرية والنضال، فغنّت محرزية الطويل ” بني وطني” ورنا زروق “زهرة المدائن” – بتوزيع جديد لـ مهدي المولهي – وأسماء بن أحمد “غابت شمس الحق” وأنيس اللطيف “أنا بتنفس حرية” وأحمد الرباعي “يوما ما” ومروان علي “أنا دمي فلسطيني”.

هذه غناية ليهم

ولأن الدورة الثانية والعشرين لمهرجان الأغنية التونسية تأتي في ظرف استثنائي يتزامن مع تراجيديا يعيشها الفلسطينيون يوميا من قتّل للأطفال وتشرّيدهم ويتّمهم، غنت الطفلة مريم معالج (كورال سيدي سامي) اغنية “اعطونا الطفولة” بصوتها البريء العذب.
وعلى ركح قاعة الأوبرا صدحت كذلك حنجرة ضيفة الشرف أميمة الخليل بأغنية “عصفور طل من الشباك” التي صارت تحاكي نشيدا للحرية منذ أن غنتها وهي طفلة في الثانية عشرة من عمرها.
وقد تحدثت الفنانة أميمة الخليل عن علاقتها الوطيدة بتونس ومهرجاناتها وعن حبها لفلسطين، معربة عن شكرها لمهرجان الأغنية التونسية على دعوتها للمشاركة في الدورة الاستثنائية المخصصة للمقاومة الفلسطينية.
وفي سياق متصل و مناصرة للمقاومة التونسية فنيا، لم ينس المهرجان رموز النضال التونسي الذين خلدتهم الأغنية التونسية على غرار محمد الدغباجي و منوبي “الجرجار”، إذ استعاد سيف الدين التبيني “الخمسة الي لحقوا بالجرة” وسفيان الزايدي ” الجرجار” .

3

وتبقى فلسطين الحرّة أملا يراودنا جميعا

وفي ختام الافتتاح، صدحت كلّ من محرزية الطويل و رنا زروق و أسماء بن أحمد و سيف الدين التبيني وأنيس لطيف و مروان علي و أحمد الرباعي و سفيان الزايدي، بصوت الحلم عبر استعادة اغنية ” اوبريت الحلم العربي” التي تقول بعض كلماتها ” أجيال ورا أجيال هتعيش على حلمنا / واللي نقوله اليوم محسوب على عمرنا / جايز ظلام الليل يبعدنا يوم / انما يقدر شعاع النور / يوصل لأبعد سما / ده حلمنا طول عمرنا / حضن يضمنا كلنا كلنا “.
وهكذا كان ركح قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة ترجمة صادقة للقضية الفلسطينية في الوجدان التونسي، متمنين أن يعمّ هذا الإدراك بالقضية الفلسطينية وما يعانيه اخوتنا في فلسطين كلّ القلوب و كلّ العقول العربية شعوبا و أنظمة لتكون الأغنية التونسية حمّالة لبوادر استقلال فلسطين و شعبها من نير الاحتلال الظالم.
والأكيد وأنّ القضية الفلسطينية هي القاطرة التي ستوحدنا كأمّة عربية تزخر بكل مقومات الحياة الشريفة.

متابعة: الأمين الشابي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى