متفرقات

أحد الآباء المؤسسين للذكاء الاصطناعي: 95 بالمائة من الأبحاث تدور حول جعل حياة الانسان أطول

من الأبحاث تدور حول جعل حياة الإنسان أطول وأكثر صحةخلال الآونة الأخيرة، بات الحديث عن مخاطر الذكاء الاصطناعى أكثر من الحديث عن فوائده، وأصبح الخوف من اختفاء الوظائف وأسلحة الذكاء الاصطناعى أكثر من الخوف من القنابل الهيدروجينية، وارتبط الذكاء الاصطناعى بأفلام الخيال العلمى بتدمير البشرية أكثر من الربط للفوائد الهائلة فى مجال الصحة والتعليم والتكنولوجيا وسائر حياة الناس.

ورغم أن الذكاء الاصطناعى ظهر رسميا فى منتصف الخمسينيات من العقد الماضى فى الولايات المتحدة الأمريكية، فإن التعامل معه كأسطورة ازداد خلال السنوات الأخيرة، وارتكز فى الأذهان بسوء الفهم والتقدير وأنه جاء لمنافسة بل وإزاحة البشر، لكن أحد الآباء المؤسسين للذكاء الاصطناعى عالم الحاسوب الشهير والتعلم العميق السويسرى يورجن شميدهوبر يبدد الكثير من تلك المخاوف، حيث يرى أن العديد ممن يحذرون من مخاطر الذكاء الاصطناعى يسعون فقط إلى الدعاية. عمل البروفيسور يورجن شميدهوبر، مديرا علميا لمختبر الذكاء الاصطناعى السويسرى IDSIA، وهو يعمل حاليا مديرا لمبادرة الذكاء الاصطناعى فى جامعة الملك عبدالله، يُنظر إليه على أنه «أبو الذكاء الاصطناعي»، اشتهر بعمله الرائد فى مجال الذكاء الاصطناعى (AI)، والتعلم العميق، والشبكات العصبية الاصطناعية، وقد أحدث يورجن هو وزملاؤه ثورة فى التعلم الآلى والذكاء الاصطناعى، حيث أصبحت أبحاثهم هى الأساس وراء عدد لا يحصى من التطبيقات التى يستخدمها الأفراد فى جميع أنحاء العالم وقد أجرت معه «الأهرام» حوارا من أجل الوقوف على الكثير من تفاصيل الذكاء الاصطناعي.. واليكم مقتطفات من هذا الحوار الهام :..
يحذر الجميع من صعود الذكاء الاصطناعى ومخاطره؟ ويترقب الناس بخوف اختفاء وظائفهم وزوالها قريبا؟ بل وزوال البشرية جمعاء. لكنك تعتقد أنه لا ينبغى الخوف من صعود الذكاء الاصطناعى، لماذا؟
لأن 95% من أبحاث الذكاء الاصطناعى تدور حول جعل حياة الإنسان أطول وأكثر صحة وأسهل. هناك ضغط تجارى مكثف تجاه الذكاء الاصطناعى الجيد بدلاً من الذكاء الاصطناعى السيئ، لأن الشركات تريد أن تبيع لك شيئاً ما، وسوف تشترى فقط الأشياء التى تعتقد أنها ستكون مفيدة لك. ومن خلال هذا الضغط التجارى البسيط، يكون لديك تحيز هائل تجاه الذكاء الاصطناعى الجيد بدلاً من الذكاء الاصطناعى السيئ، لقد كان شعارنا هو: «الذكاء الاصطناعى A أو «الذكاء الاصطناعى للجميع». بحيث تستفيد البشرية بالفعل بشكل كبير من الذكاء الاصطناعى الذى طورناه على مر العقود.

لكن ألن يتسبب الذكاء الاصطناعى فى اختفاء الوظائف؟ فى هذه الحالة ماذا يمكننا أن نفعل؟

سنفعل ما كنا نفعله دائما عندما تختفى الوظائف: خلق وظائف جديدة. قبل 200 عام، كان معظم الناس فى الغرب يعملون فى الزراعة. اليوم، فقط 1-2% أو نحو ذلك يعملون فى الزراعة. لكن فى المتوسط، أصبح الجميع أكثر ثراء مما كانوا عليه فى ذلك الوقت. وعلى نحو مماثل، منذ عقود مضت، حلت الروبوتات الصناعية محل الوظائف فى مصانع السيارات. ومع ذلك، فإن معدلات البطالة منخفضة فى البلدان التى يوجد بها عدد كبير من الروبوتات للفرد (مثل اليابان وألمانيا وكوريا). لماذا؟ لأنه تم اختراع الكثير من الوظائف الجديدة. ولأن معظم الوظائف المستقبلية للبشر ستستمر فى التفاعل مع البشر الآخرين.
ومع ذلك، فإن عبارتى القديمة التى تعود إلى الثمانينيات لاتزال صالحة: من السهل التنبؤ بالوظائف التى ستختفى، ولكن من الصعب التنبؤ بالوظائف الجديدة التى سيتم خلقها. قبل 40 عاما، قبل تطوير شبكة الويب العالمية فى مصادم الجسيمات الأوروبى فى سويسرا، من كان يتوقع أن كل هؤلاء الأشخاص يكسبون المال باعتبارهم مؤثرين ومدونى فيديو على YouTube؟

لكن ما السبب الذى دفعك إلى أن تقول إن الذكاء الاصطناعى لا يقدم نوعية جديدة من التهديد الوجودى؟

ربما تكون 5% من أبحاث الذكاء الاصطناعى تدور حول أسلحة الذكاء الاصطناعى، على سبيل المثال، الطائرات بدون طيار. ولكن يجب أن نكون أكثر قلقًا بشأن التكنولوجيا التى يبلغ عمرها 60 عامًا والتى تستخدم الصواريخ والقنابل الهيدروجينية والتى يمكنها القضاء على الحضارة فى غضون ساعتين، والتى لا تحتاج إلى الذكاء الاصطناعى على الإطلاق. ويشكل هذا حاليا تهديدا وجوديا أكبر بكثير. لذا فأنا أكثر قلقا بشأن هذا التهديد الوجودى القديم من أسلحة الذكاء الاصطناعى غير الضارة إلى حد ما.

لكن الدعاية حول أسلحة الذكاء الاصطناعى جعلت الناس يخافون من أن حياتهم ستختفى؟ هل سبق لك أن تلقيت مثل هذه المخاوف من الناس؟

معظم الأشخاص الذين أعرفهم لا يخافون من الذكاء الاصطناعى على الإطلاق. من المؤكد أن الجميع يعلم أن كل التكنولوجيا يمكن استخدامها للخير أو للشر. ولكن لماذا يجب أن تكون خائفا من أسلحة الذكاء الاصطناعى الحالية أكثر من خوفك من الأسلحة التقليدية؟ قد يستخدم المجرم طائرة بدون طيار تعمل بالذكاء الاصطناعى مع خاصية التعرف على الوجه لمهاجمة الضحية دون الإضرار بالمارة، بدلاً من إطلاق النار مباشرة على الضحية بمسدس تقليدي. وفى كلتا الحالتين، تنص القوانين الحالية على أنه سيذهب إلى السجن إذا تم القبض عليه. اسمح لى أن أكرر: الطائرات بدون طيار التى تعمل بالذكاء الاصطناعى أقل إثارة للقلق بكثير من القنبلة الهيدروجينية التى يبلغ عمرها 60 عاما والتى يمكن أن تمحو مدينة كبيرة يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة فى غضون ثوان قليلة، دون أى ذكاء اصطناعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى