حين تتوفر الإرادة و العزيمة ووضوح الرؤية لا شيء يكون مستحيلا، كلّ هدف يمكن تحقيقه بل هذا المستحيل يخرّ صاغرا أمام الإصرار على تحقيق ما نرسمه من أهداف.
وهذا ما تحقق بجهة الماتلين من ولاية بنزرت التي تزخر بالطاقات الواعدة والمبشرة، نقول مثل هذا الكلام كتوطئة مواكبة لما تمّ إنجازه أخيرا بتلك الربوع حيث، و إن كانت الولادة عسيرة، فالعزيمة و الإصرار هي التي قالت كلمة النهاية.
وكلمة النهاية تجسدت في إحداث منصة ثقافة أطلق عليه اسم ” MEDIA CINEMA ” بمجهودات ذاتية من أبناء الجهة، نذكر منهم محمد أديب بوفحجة وهو مخرج وإعلامي وهو مدير هذه المنصة، وكذلك و الإعلامية مبروكة خذير وريان القايد و بدون أن ننسى ” دينمو” كل هذا الحراك الثقافي و الإبداعي و الإعلامي بالماتلين الأستاذة لطيفة لظيف و كلّ من ساهم معها في تحقيق هذا الإنجاز لتكون هذه المنصة منارة ثقافية في ربوع الماتلين لإضاءة كل عتمة و ظلام.
منصة متنوّعة
وحسب ما صرّحت به الأستاذة لطيفة لظيف فإنّ هذه المنصة، بالرغم من تسميتها بـ ” CINEMA MEDIA ” فإنها تعنى بالعديد من المجالات الثقافية و التربوية و الموسيقية و السينمائية و التاريخية و التنشيطية عموما، ففي مجال السينما تتضمن المنصة العديد من الأفلام و الأشرطة السينمائية التونسية و أيضا أفلاما من انتاج شباب الجهة و شباب تونس عموما، فضلا عن مضامين الكتب خاصة تلك التي من تأليف أبناء الجهة و أيضا تتضمن العديد من المقالات الصحفية دون أن تنسى تغطية الأنشطة الشبابية في المعاهد و المدارس و ذلك في كامل الولايات مع بث الأغاني الجميلة، وكذلك تترك مساحة هامة لإذاعات الواب لمعهد الصحافة و علوم الأخبار.
اعتراف بالجميل
بل و الجميل في كلّ هذا، هو روح الاعتراف بالجميل لمن سبقوا و ساهموا في بناء لبنات المجتمع التونسي، كل من موقعه، و تجسيدا لهذا التوجه نشرت هذه المنصة كتيب هام بعنوان ” الجيل الأوّل لأطباء الماتلين ” للدكتور رضا حمزة و الأستاذ قمر الزمان قلوز بمساهمة هامة للأستاذة لطيفة لظيف وذلك عبر تأليفها لمسرحية بعنوان ” رائدة بلادي في عيون أطفالنا ” و ذلك تكريما للدكتورة توحيدة بالشيخ.
ختاما، نتمنى أن تكون هاته المنصة منارة تشع على كل الانتاجات الشبابية و تربط الصلة بين الأجيال و تعرّف بإنجازات من سبقونا حتى لا يظل شبابنا منفصلا عن تاريخه وهويته فضلا عن الحراك الثقافي الذي يمكن أن تلعبه هذه المنصة في تشجيع الشباب و المثقفين عموما على الابتكار و الإنخراط في الأجواء الثقافية بعيدا عن كل الآفات الخطيرة التي تحيط بالمجتمع عموما، و لا نملك إلاّ أن نشدّ على أيادي كلّ من يجتهد من أجل مصلحة تونس وشبابها…
مواكبة: الأمين الشابي
