محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عبد القادر بن عبد الله شهر الصفايحي

كتب: محمد الحبيب السلامي
…ولقب (صفائحي) جاء من (صفيحةً)..والصفيحةً هي (حدوة) من حديد تدق في حوافر الخيل والبغال والحمير…والذي يدق الصفيحة شخص عارف يلقب باسم مهنته..فيقال له (صفائحي)
مهنة قديمة
وهذه المهنة فرضتها عبر تاريخ الشعوب ظروف حوافر الدوّاب، فقد كان الناس يركبون الخيل والبغال والحمير والإبل…وبها يقطعون الصحاري، والصحاري رمال…والله خلق الإبل تمشي على (أضلاف) عريضة لا تحفر الأرض ولا تغوص فيها، وخلق للدواب (حوافر صلبة) تمشي بها فتحفر الأرض، وتتآكل فتتضرر الدابة بالمشي والسير بها..
لذلك فكر الأقدمون في الحل، فوجدوه في تهذيب حافر الدابة، ودق صحيفة من حديد على كل حافر..
..ومن هنا جاء (الصفائحي ) الذي يصفح الدواب، ويداوي مرضاها فكان بمثابة الطبيب البيطري وهو للمهنة أسبق…والمهنة يتوارثها ابن عن جد…
البدايات
علمنا عبد القادر، وُلد سنة 1880 في بيت ومن والدين هما: الحاج محمد بن عبد الله الصفايحي والأم مكيّة..
علمنا عبد القادر في صغره دخل الزاوية، فحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة،
علمنا عبد القادر استهوته مهنة والده فأخذها عنه، وتفنّن فيها، واشتهر فصار يُعرف بعبد القادر الصفايحي، ودكانه هو دكان والده، يفتح على ساحة باب الجبلي ويجاور ما يسمى بسوق العمران..ويتولى في الساحة تصفيح حوافر الدواب، وفي الساحة يداويها، ولكفاءته منحوه ميدالية (أمين دواب)…
هذا العلم تزوج السيدة الفاضلة (بية العيادي)، فأنجبا من البنين، محمد والطيب، وهذا أخذ مهنة جده وأبيه فكان (صفائحيا)…كما أنجبا من البنات، دوجة، ومنانة، وقمرة، وجميلة، ومنجية…
عاش تسعين سنة
هذا العلم عبد القادر الصفايحي عاش تسعين سنة، كان فيها حريصا على قواعد إسلامه، ولذلك حجّ، وقبل أن يتوفى رأى الدراجة تروج ويركبها الناس عوض الدواب، ورأى السيارة تدخل فتقضي على الكاليس والكريطة، وتقل الدواب فيبدأ الكساد يدّب في مهنة الصفايحي…
ودع الدنيا
هذا العلم الحاج عبد القادر بن الحاج محمد بن عبد الله، شهر (الصفائحي) في الواحد والثلاثين من شهر ديسمبر سنة 1970، يحين أجله فيودع الدنيا الفانية إلى الدار الباقية وتودعه أسرته وأهله، وتودعه صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لينالوا من الله أجرا ومني الشكر وعطر التحية؟