صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: وسيلة بنت راشد الغريبي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذه المرأة المسلمة المؤمنة، هذه المرأة الوطنية المناضلة، هذه المرأة المربية، هذه المرأة التي ولدت في 8 فيفري 1930…وتوفيت في حادث قطار 3 فيفري 1975…

توفيت في حادث قطار…وفيت وقد خرجت من منزلها ذاهبة إلى القيام بواجبها، في اجتماع في منظمة نسائية، التزمت بالنشاط الاجتماعي فيها…توفيت فوق السكة الحديدية وقد شد حذاؤها في السكة، وبينما هي تحاول إخراجه كان القطار إليها أسبق، وكان قد حضر أجلها…

جديرة بالدعاء

هذه المرأة أتحدث عنها في رمضان…أذكركم بها في شهر رمضان لتستمطروا عليها الرحمة، والدعوات الصالحة فهي بدعائكم جديرة…
هذه وسيلة تعلمت اللغتين: تعلمت القرآن…تعلمت شؤون دينها، وتهيأت لتكون معلمة فانضمت إلى المدرسة العباسية التي أسسها وأدارها الشيخ المناضل محمد الميلادي…

المرأة المعلمة

هذه المرأة المعلمة لم تكتف بتقديم الدروس وإنما كانت تعلم التلميذات القرآن، والأناشيد الوطنية، وفي نهاية السنة الدراسية تنظم حفلا هادفا تربية وفرجة…هذه المرأة لما وصلها نداء المرأة المسلمة بشيرة بن مراد التي أسسّت منظمة الاتحاد النسائي الإسلامي كوّنت مع زميلاتها في صفاقس فرعا لهذه المنظمةً…
ولما آمنت بنضال الحزب الحر الدستوري التونسي انخرطت وشاركت، وقامت بدورها في الاتصال بالنساء ودعوتهن إلى المشاركة في النضال…هذه المرأة ساهمت وشاركت في بعث الفرع الجهوي للاتحاد النسائي التونسي مع المرأة المناضلة حليمة الشعبوني وتولت المسؤوليات في إدارتها…

ودعت الدنيا

هذه المرأة قضيت معها سنوات في شعبة صفاقس الجنوبية برئاسة العلم العالم المربي المرحوم أحمد الزغل، فكانت في كل اجتماع حاضرة بلطفها ورأيها واستعدادها لتنفيذ ما يُطلب منها…
كانت متزوجة رجلا مسلما، طيبا متخلقا هو الحاج محمد بن سعيدة، يشجعها ولا يقف في طريق نشاطها وأداء رسالتها، فلما توفيت بكى عليها بكاء شديدا، وودعها بالرحمة وحسن الذكر كما ودعتها نساء صفاقس وصفاقس بالرحمة…
فبماذا سيذكرها الأصدقاء لنزداد بها معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى