مقامات رمضانية: قنوات ‘سوق بومنديل’…ويحيا التلفزيون!

يكتبها: الأمين الشابي
تذمر عم سعدون من القناة التلفزية الوحيدة ايام زمان.. و استحضر مختلف برامجها و قيمة الممثل و الأديب و المقري و الفنان. وهي تقدم اطباقا شهية في شهر رمضان…
من بوركت يا رمضان إلى مسلسلات عن الدين و الأديان. وصوت شحرور الإذاعة عادل يوسف و التميمي الفنان. و منوعات الفرح من فوازير نيللي و شريهان. و صوت المقرئ البراق ذي الصوت الشجي الموحي بالأمان.
خلال السهرة تتحفنا اذاعتنا كذلك و نحن “نشق الفطر الذي لا يخلو من ” البريكة”” بمسلسل الكبير
‘شناب’ لعز الدين بريكة وهو ينتقل من مهنة إلى مهنة الى مهنة نجار وحداد و دهان، ثم يدخل علينا اثناء السهرة الحاج كلوف و هو يتدخل فيما لا يخصه و كلامه سهام و سيوف.
أما المسلسلات فكانت أسبوعية و كانت تجمع كل العائلة حول ” براد تاي و الكاكاوية” و الجميع في الاستماع لكل كلمة وحرف و موقف بكل حرفية. وغيرها من البرامج التوعية و الثقافة…
ولكن بكل حسرة، على ايام زمان يأسف عم سعدون على برامج قناة ايام زمان، واليوم كثرت القنوات
ولكن حيث ما ادرت كلها أصبحت قنوات لبيع ‘الطناجر و الكسارن و الأدوات و الالات’ او هي مطابخ منتصبة تقترح أطباق الأكل و الشهوات… و عم سعدون يسأل و يتساءل عن السبب الذي جعل القنوات مثل ‘سوق بومنديل’ تبيع الأواني بالصوت العالي و تشجع على الاستهلاك و لا تبالي…
و حتى و ان تم تقديم مسلسلات فهي في جلها تخدش الحياء، فهذه تعشق شيخا و أخرى تتاجر بالمخدرات او تبيع تراث البلاد بكل انتشاء، او مسلسل “ماسط لاسط” يضحك على ذقون المشاهدين و الحرفاء.
بل وصل الأمر ببعض المسلسلات إلى تقديم معلومات مغلوطة عن استعمال الأنسولين…
اه ثم اه يتنهد عم سعدون عن قنوات زمان وعن ثقافة زمان ومسلسلات زمان. لم يبق منها اليوم الا التجارة و الضحك على الدقون و يحيا التلفزيون.