صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحاج الحبيب شعبان

sallami-21
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا الرجل الحبيب شعبان كان شعاره بلسانه وعمله (طيع ربي تشوف العجب)…هذا الرجل أخذ حظا من العلم والثقافة فعرف واجباته في دينه وحرص على تأديتها طيلة حياته، وعرف واجباته في دنياه فحرص على الالتزام بها…

دخل التجارة

هذا الرجل بحث عن طريق الكسب ليعيش، فوجده في التجارة، ففتح بما توفر لديه من مال دكانا في قصاص شعبان فيه يشتري ويبيع…هذا الرجل توفر لديه مقدار من مال فعزم على استثماره، اكترى نزل ‘النجم’ وأداره…هذا الرجل طلب منه بعد سنوات مالك نزل النجم فسلمه له دون أن يأخذ منه حقه…

انشأ مطبعة الحبيب

هذا الرجل توفر له بعض مال فاشترى محلا قرب باب الديوان جعل منه نزلا، وسماه (نزل الحبيب)…
هذا الرجل كسب وتوفر له مال فاختار أن يدخل به دنيا الطباعة، تعاون مع قريبه العارف بأسرار الطباعة وفتح مطبعة سماها (مطبعة الحبيب) وجعل كبير أولاده (عبد الرزاق) مديرا لها بعد أن أخذ حظا من العلم في التعليم العالي…

هذا الرجل وجد المطبعة حققت نجاحها فقرر توسعتها في ظرف كان الكثير من الناس وأصحاب المشاريع ينمون مشاريعهم بالقروض الربوية، فقرر البُعد عن المال الربوي وأوصى أولاده بتجنب الربا في اليسر والعسر…أطاعوا وامتثلوا، وأثبت أن الاقتصاد ينجح دون الربا…
هذا الرجل في حياته أسّس البعض من أولاده فرعا للمطبعة، جعلوا على إدارته ابنه (نجيب) بعد أن استوفى الدراسة…وأسسوا نزلا سموه (النجم)، ونزلا سموه الياسمين، ونزلا سموه الأحباب…وعلى كل نزل واحد من أولاده، لا يقدم في أي نزل غير الحلال…

حسن الأخلاق

هذا الرجل اشتهر بحسن أخلاقه وتدبيره لذلك كان واسطة خير يلجأ إليه بعض المختلفين فيتدخل ويزيل الخلاف بما يرضي الطرفين…هذا الرجل حريص على عمل الخير لذلك أوصى أولاده في المطبعة باحتضان جمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس وطبع كل ورقة تحتاج إليها، فكان أولاده في بره وطاعته، ولذلك تمر عشرات السنين ومطبعة الحبيب وفية، وتوفر للجمعية كل ما تطلبه دون مقالل مالي..
وفي رمضان طبعت باسم الجمعية (إمساكية رمضان ) في سنوات متوالية، والجمعية توزعها مجانا…هذا الرجل تزوج السيدة الفاضلة (مجيدة بوهلال) وأنجبا من البنات: سميرة، سلوى سامية ،هندة، وزمردةً،،،ومن البنين أنجبا: عبد الرزاق، ونجيب ،وغازي، وجمال…

ودع الدنيا

وقد شجع البنات والبنين على التعلم، ولم يودع الدنيا إلا وهو مطمئن على أولاده الذكور والإناث وعلى أحفاده، لذلك ودعوه في قبره بالرحمة وحسن الذكر وما زالوا بالرحمة وحسن الذكر يذكرونه، كما تذكره صفاقس…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى