نقشة: ذكريات داعبت فكري وظني..

كتب صالح الحاجّة
ما أن يطرق سمعي اسم باب سويقة أو الحلفاوين أو باب الجديد حتى يشتعل بداخلي حريق الذكريات ..
في تلك الأماكن وغيرها من العاصمة ‘دفنوا صرتي’..
في كل مكان من تونس القديمة على وجه الخصوص مشيت على الجمر ..و تسكعت …وخبرت الحياة …واصطدمت بالناس والواقع ..وحلمت ..ودرست …وتمرست …وتهرست ..
أما في باب الجديد فغالبا ما تداعب الذكريات فكري وظني ..
اجلس في مقهى “عزيز” وامامي شريط ماكان ..وما جرى …وما عشنا ..و شفنا ..
قبالتي حانوت الوالد رحمه الله وهو يتصبب عرقا …
إنه حداد من اشهر صنايعة سوق الحدادين في باب الجديد …
كنت أذهب اليه لا تعلم منه كيف اكون في صلابة الحديد …وصبر أيّوب ..وكيف اقترب من النار ولا احترق …وكيف أجعل من الجمرات تمرات وثمرات و’كعبات حلوى’..
كان ابي يعيش وسط النار ولا يحترق …
ربي يرحمو عاش رجلا …ومات غنيا بطيبته وبساطته ..وربما أيضا بشيء من سذاجته …