نقشة: تفرجو…ولكن حذار من ان تصبحوا أنتم الفرجة..

كتب: صالح الحاجّة
عم عثمان ناس ملاح منذ ان عرفته وهو يتفرج …
كان يقرأ يوميا الجر يدة ولا يشرب إلا الشاي الاخضر ..
وكان الحيط الحيط ولكنه يعرف الشيطان ‘وين مخبي اولادو’…
هو معلم صبيان وكل اولاد الحومة خبرهم ويعلم عنهم ما لا يعلمه حتى أهلهم..
وكنت يوميا اساله: آش عامل سيدي عثمان …وكان يرد علي بجملة واحدة لم يغير حرفا منها ..
كان يقول: ‘هانا نتفرجو’…
وامضى حياته وهو يتفرج في كل شيء …
وذات يوم فوجئنا في الحومة بصراخ وصياح وضارب ومضروب وحضبة وعصي ودبابز وحجارة تتطاير فوق رؤوسنا …
واكتشفنا يومها أن الذي كان يتفرج اصبح هو الفرجة …
اجتمع الخلق في الحومة ليتفرجوا على عم عثمان وهو يضرب في زوجته …ويحطم في كل شيء في بيته …ويقلد الكلب في نباحه ..
عم عثمان ‘دخل وخرج في الحلة’ فهاج وماج…
والى يوم الناس هذا لا نعرف ما الذي أصابه…
ولم نسأل كثيرا …ولكننا كنا نتفرج فيه كثيرا…