صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام كانوا في صفاقس ثم ودعوا: الحاج حامد بن محمد سعيد كمون

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا الرجل الصفاقسي ولد سنةً 1921…اشتهر بورعه، وخوفه من عقاب ربه وأمله في ثوابه لذلك كان مواظبا على قراءة القرآن الكريم، وقد زار البيت الحرام في الحج والعمرة سبع مرات…

وفتح بيته بنهج سيدي علي الكراي طيلة سنوات لاستقبال الحجيج حتى سميت داره دار الحجاج، هذا الرجل أخذ حظا من العلم والمعرفة، ثم اشتغل بالفلاحة ورعاية زيتونه…

ماهي حرفته؟

ولما قرر الزواج أرسل أمه تخطب له صبية من عائلة…ولما استقر الأمر على صبية توجه نيابة عنه لأبيها من يخطبها لـ حامد ابن نائب الأمة محمد سعيد كمون،
فقال أبوها…ما هي حرفته؟ فقيل له: قلنا لك…إنه ابن نائب الأمةً…فرد أبو الصبية وقال: وأنا قلت لكم ما هي حرفته…فوالد الصبية وهو رجل زيتوني عدل إشهاد يهمه أن يعتمد زوج ابنته على عمله لا على وجاهة ومكانة أبيه…
ولما علم نائب الأمة بما قاله والد الصبية العدل الطيب كمون وافقه، وفي الغد فتح لولديه: حامد ومحمود متجرا في جزء من فضاء مكتبه بنهج الباي، وتم زواج حامد بسنية بنت العدل الطيب كمون، وعاش معها حياة سعيدة طيلة سنوات أنجبا فيها أربعة أبناء وهم ،الفاضل الذي تحصل على الأستاذية في العلوم الاقتصادية واشتغل مديرا لشركات صناعية…والطاهر الذي تحصل على الأستاذية في القانون الخاص وبها كان محاميا وعميدا للمحامين بصفاقس، واشتهر بوطنيته وصراحته وانتخب نائبا في مجلس النواب، وابنه الثالث لطفي الذي اشتغل في بعض البنوكً، أما ابنه الرابع حامد الذي تحمل اسم أبيه، اهتم بالفلاحة، وساعد أباه في نشاطه الفلاحي ومعصرة الزيتون…
كما أنجب الحاج حامد بنتين هما سعاد التي تزوجت مصطفى الشرفي، والثانية سميرة التي تزوجت فؤاد الشرفي…

معصرة الزيت

وقد اشتغل الحاج حامد كمون بمعصرة الزيت التي اشتهر زيتها بصفائه ومذاقه فأقبل عليه الكثير ممن يعدون (عولة الزيت السنوية لبيت المؤونة)، كما شهد لزيت الحاج حامد القاصي والداني، وحافظ على هذه النوعية ابنه حامد…

مساعد للفقراء والمحتاجين

وعُرف الحاج حامد بفعل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين…فقد وضع فضاء معصرته في موسم الأعراس لإقامة الحفلات دون مقابل ووضع سيارته الفاخرة لجلب العروسة، وقد تمتعت بالاثنين في عرسي…وما زلت أذكر له ذلك كما يذكره أهالي صفاقس بحسن أخلاقه وحرصه على تأدية زكاته دون منّ أو طبول…
لما توفي سنة 2012 ودعه أهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى