يوسف الرمادي يكتب: وشهد شاهد من أهلها…

كتب: يوسف الرمادي
نقل صديق الدراسة “رشيد فرشيو” المخرج القدير، ما كتبه كاتب إسرائيلي على “التويتر” باللغة الفرنسيّة. ونظرا لأهميّة هذا النصّ أنقله للعربيّة وأنشره لتعميم الفائدة إذ هو بمثابة “وشهد شاهد من أهلها “…
النص: “فلسطين سوف لن تعود أبدا للظلّ فحماس قد ربحتْ وهذا قد بان بوضوح في هذه اللحظة، وهو أنّ هذه الحركة الصغيرة الفلسطينيّة قد هزمتْ لا إسرائيل فقط لكن الغرب كلّه بأكمله. وقد ربحتْ في ساحة الحرب وعند الرأي العام…
استحوذت على القلوب
فقد عرفتْ كيف تستعمل بطريقة فرجويّة العقليّة الاسرائيليّة واستخدمتْ كلّ ما تملكه من نقاط قوّة بطريقة سهلة جدّا. وهذا من شأنه أن استحوذ على “قلوب” القضيّة الفلسطينيّة في العالم أجمع.
فحماس لم تُحَطَّمْ ولم تُفَكَّكْ، فقد حافظتْ عمليّا على كلّ المحتجزين منذ ستّة أشهر (ثمانية) ولم ترضخ لأي ضغوطات وبقيتْ قادرة على الفعل وغير مَيِّتَة وسط شريط ضيّق من الأرض محاصر وملغّم إلى درج أن نسيّه الجميع.
إنجاز حربي كبير
وتعتبر هذه الأشهر الثمانية أكبر إنجاز في التاريخ الحربي وقد تجاوز كل ّالتوقّعات. فإسرائيل وهي تقوم بهذه الحرب بهذه الطريقة لم تفكّر في أنّها جعلتْ من حماس أسطورة ستعيش في الذاكرة الثقّافيّة عصورا طويلة ولا أحد كان يعتقد أنّ هذا ممكن الوقوع. لكن فعلوها وغيّروا التاريخ إلى الأبد.
” فلسطين لن تعود أبدا للظلّ فحماس انتصرتْ”(انتهى النصّ).
تعليق:
هذا الكاتب الإسرائيلي قد نفذ إلى عمق هذه الحرب التي يشنّها كيان إجرامي مجهز بأحدث العتاد والسلاح بمؤازرة كلّ الغرب وأمريكا، ومع هذا فـ حركة المقاومة الصغيرة المحاصرة في شريط ضيّق تواصل الصمود
والاستبسال.
وقد أشار الكاتب أنّ هذا الصمود جعل القضيّة الفلسطينيّة تطفو على السطح وتستحوذ على قلوب العالم، وتنبّأ بأنّ القضيّة الفلسطينية سوف لن تعود إلى الظلّ والنسيان وأرجع هذا النصر لغباء الإسرائليّين إذ شنّوا حربا على حركة صغيرة ومحاصرة في شريط ضيّق ولم يستطيعوا القضاء عليها لذلك جعلوا منها أسطورة ستحكي أجيال من البشريّة أين كان موقعها من هذا العالم…
قصّة الصمود والشجاعة عندما يكون الانسان يدافع على أرضه وشرفه أي عندما تكون القضيّة التي يدافع عنها الإنسان قضيّة عادلة ومرتبطة بالوطن وضرورة الذود عنه.
شهادة مدوية
كما يبدو لي أنّ الجملة “: لكن فعلوها وغيّروا التاريخ إلى الأبد”
تحتمل تفسيرين الأوّل هو أنّ الكاتب يقصد أنّ الفلسطينيّين بصمودهم غيّروا التاريخ للأبد وفي هذا تقدير للمقاومة الفلسطينيّة . والثاني هو أنّ الاسرائيلييّن بدخولهم في هذه الحرب الخاسرة قد غيّروا التاريخ للأبد وخلّدوا عبر التاريخ ما قامتْ به المقاومة وفي هذا نقد للسياسة الاسرائيليّة.
ومعرفة ما يقصده الكاتب مرتبط بمعرفة التوجّهات السياسيّة لهذا الكاتب الإسرائيلي هل هو ينتقد الحكومة الاسرائيليّة على دخول هذه الحرب التي مرّغتْ وجه إسرائيل في التراب. أم هو يريد تثمين ما قامت به المقاومة .
أمّا بالنسبة لنا فهذا النصّ ومهما كان قصد الكاتب منه هو من باب وشهد شاهد من أهلها.