صالون الصريح

نقشة: امراة ‘جريدية’ عرفها طه حسين…

كتب: صالح الحاجّة

اليوم ودعت امراة جريدية كنت اشم عليها رائحة توزر …وبخور توزر …وبيوت توزر..
ودعت شبحها ..أو خيالها ..او ما بقي منها …

في الخمسين من عمرها تركها زوجها وغاب عنها الغياب الذي ما بعده غياب ..
في الخامسة والخمسين احنى الفقر ظهرها ..
في الستين فقدت بصرها …
في السبعين استولى الاحتياج على ما عندها من لحم وشحم …
في الثمانين أصبحت تدب دبيب نملة …
في التسعين لم تعد تسمع …
على أبواب المائة زارها مفرق الأحباب وهادم اللذات فاستجابت لدعوته ..
عاشت طويلا وبلغت المائة حول رغم أهوال الفقر والبؤس والعذاب …
هل تعرفون كيف صمدت؟..
صمدت بفضل الصبر والاستغناء والاكتفاء …
لقد وهبها الله الشعور بالرضا …
والرضا نعمة لو تعلمون …
رحم الله تلك المرأة التي كنت ارى من خلالها صورة من صور طه حسين في كتابه الرائع: ‘المعذبون في الأرض’…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى