مواكبة: الأمين الشابي
سهرة البارحة الأربعاء، الموافق لـ 12 مارس ،2025 كانت موعدا لانطلاق الدورة 12 لمهرجان ليالي المدينة ببنزرت. حيث أثث الفنان سامي بلحسن ومجموعته سهرة الافتتاح والتّي حضرها جمهور محترم من أحباء الفن الأصيل والمدائح والأذكار والأغاني البنزرتية على وجه الخصوص.
انطلقت العرض في حدود الساعة العاشرة ليلا، وقد ازدانت أرضية الركح بديكور يعكس الهوية العربية الاسلامية وموروثنا الثقافي عموما. حيث لاحظنا توزيع بعض الأواني الزمنية على أرضية الركح، على غرار ” الخمسة” و “المبخرة” والسناجق والأعلام فضلا عن حضور ” مريول فضيلة” وغيرها من الرموز التي ترحل بنا إلى هذا الموروث الثقافي والاجتماعي.
أجواء منعشة ورقص مميّز
عرض ” الصّلاح” قدّم باقة من الأذكار والمدائح والأغاني البنزرتية تفاعل معها الحضور في أجواء تلقائية بل البعض لم يتمالك وانطلق في رحلة ” رقص” على وقع الأنغام والإيقاعات الجميلة.
وما زاد العرض حلاوة، هو تطعيمها برقص أيام زمان حيث حضرت مبدعتان في الرقص وهما تلبسان اللباس التقليدي القديم والمتمثل خاصة في “مريول فضيلة” ممّا أضاف على العرض لمسات فنّية تعيدنا إلى أجواء أيام زمان. بل كانت مفاجأة السهرة أيضا، أن اعتلى الركح راقص وهو يلبس زيّا مميّزا بل وتشعّ منه الأضواء ” الإلكتريك” بالطول والعرض وهو يقدم جولة من الرقص على شكل دائري كتلك التي نراها في مصر أو كالرقص التركي حيث يحمل الراقص ذلك الطربوش الطويل.
حين يبدع الفنان سامي بلحسن
نجم السهرة، كان وبلا منازع، الفنان سامي بلحسن الذي غنّى فأبدع فأقنع فأطرب الحضور الذي انتشى وتمايل بل ورقص على أنغام جل الأغاني. حيث قدّم باقة جميلة من المدائح والأذكاروالأغاني البنزرتي والتي أضفت على السهرة جوا من الروحانيات خاصة وأنّ البعض تتغنى بمدح الرسول عليه الصلاة والسلام. من هذه الأغاني والمدائح والأذكار قدّم سامي بلحسن ” جينا زيار” و ” يا من يرى ولا يرى” يا صلاح بلادي” و ” جارت الأشواق يا أحبابي” و “زاد النبي” و ” يا محمد” و ” سيدي عيسى” ثم ليقدم أغنية جديدة بعنوان ” بنزرت بلادي محلاها” وهي مهداة لروح كلّ من أب المالوف خميس ترنان ومطرب بنزرت الذي غادرنا أخيرا الفنان فيصل رجيبة.
ليقدم بعد ذلك، وصلة من الأغاني البنزرتية على غرار ” للاّ المنوبية” و “يا سيّدة يا نغارة” و “بابا سالم يا حرّاث” و “واعلمها” و ” الله يا لطيف اللطف” و “صلوا يا حضار على الهاشمي المختار” و ” مولاي صلي وسلم” و “سيدي علي عزوز” و ” بابا الشريف علاجي” و ” بابا لسمر” وغيرها من الأغاني. مع كلّ هذه الأغاني والمدائح تفاعل أيما تفاعل رقصا وتمايلا وترديدا وتصفيقا وكأنّه يعبّر عن استحسانه لهذا العرض.
مندوب الثقافة واكب هذا العرض
مندوب الثقافة ببنزرت، فوزي بن قيراط، إلى جانب بعض منظوريه، كان من بين الحضور الذي واكب حفل الافتتاح فضلا عن رجال الإعلام، وذلك في غياب تام للجانب الرسمي سواء من ولاية بنزرت أو بلدية المكان أو بقية المؤسسات الحكومية، وكأن تنشيط مدينة بنزرت ثقافيا، في هذا الشهر الفضيل، غير ذي شأن كبير..ألا يكفي هذا المهجرجان حرمانه من التمويل، باستثاء منحة مندوبية الثقافة؟
