كتب: مرتجى محجوب
نعيش في زمن و لعله اخر الزمان قبل يوم الحساب ، انقلبت فيه المقاييس ب180 درجة، فأصبح التافه في شتى المجالات متصدرا للمشهد
وعنوانا للقيمة والنجاح فيما تراجع العالم و الفنان و الباحث والمجتهد لأسفل السافلين حتى يكاد يشك في نفسه، وفي خياراته التي ضحى من أجلها بالغالي والنفيس…
هل يُعقل؟
هل يُعقل أن يتمتع لاعب كرة قدم مهما بلغت مهاراته أو مغني ‘نص لباس’ أو متحيل يكدس الأموال أو عراف أو تاجر دين …بحظوة مجتمعية وإعلامية على حساب المعلم و الأستاذ و الكاتب والمفكر و الباحث في شتى المجالات!!
أنه الزمن المعكوس، زمن تطاول و تطاوس الرويبضة و التفاهة و التافهين، ليس في تونس فحسب و لكنه انحدار يشهده العالم بأسره،
ليس الوجود مال ولا بنون بل ايمان برب الوجود و استقامة و انسانية و أخلاق و عمل صالح و مفيد و علم و اجتهاد ينفع في الدنيا و الآخرة على حد السواء.
لا تحزن
فلا تحزن يا صديقي صاحب الفكر والأخلاق الراقية وإن كنت فقيرا و لا تنتظر شكرا و لا اعترافا من أحد لا يهمه سوى كم تملك أو تدخر
وتبقى قناعتي ثابتة في أن الشيء اذا بلغ الحد انقلب إلى الضد، فلا بد للبشرية أن تعود لسكة الإنسانية والرقي الفكري والفني والعلمي بعد ان وصلت لقاع التفاهة والسطحية المادية الزائلة…
