صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: في زرياب والسيالة والزلابية في رمضان..

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

يقال…الدنيا حكايات…وفي صفاقس حكايات نجد بعض كتب التاريخ تحكيها، وكنت أسمع جدي رحمه الله يرويها…الحكاية الأولى تحكي حكاية زرياب، وأنا لطولها ألخصها، فأقول…

هو أبو الحسن علي بن نافع الموصلي…أسمر اللون..عاش في بغداد في عهد الدولة العباسيةً، وتتلمذ في الموسيقى على يد إسحاق الموصلي، ويُقال…إنه تفوق على أستاذه فقال له: بغداد لا تتسع لي ولك، ولا بد لواحد منّا أن يخرج منها ويغادرها ويسافر….

هاجر إلى الأندلس

ففهم زرياب مقترح أستاذه، ومن باب تقديره لأستاذه اختار زرياب طريق الهجرة…ووصل إلى الأندلس فنشر موسيقاه وألحانه، ونشر ثقافته في اللباس والأناقة، وفي الطعام وصنع الحلويات…ومن الحلويات (الزلابية)…ولما دخل القيروان واستقر فيها مدة صنع الزلابية.. فعُرفت، هكذا تقول الحكاية…

السيالة الفطايري

وتروي الحكايات الشعبية أن السياليين كانوا من أوائل من دخلوا صفاقس، وسكنوا فيها وصنعوا (الفطاير)، وقصتهم الشعبية مع الأمير الأغلبي الذي فرضت عليه ظروف رحلته أن يعمل صانعا لدى السيالة الفطايري مكتوبة ومنشورة…هؤلاء السياليون من القيروان وصلتهم صناعة (الزلابية والمخارق) فصنعوها واشتهروا بها، وتوارثوها، وفي الصورة حفيد من عائلة السياليين يقلي المخارق والزلابية في رمضان…
ولم يشارك ويزاحم السياليين في صنع الزلابية الحمراء بصفاقس طيلة قرون حتى ظهر (التيس) من غمراسن، ولكن بقي الكثير من الصفاقسيين يطلبون زلابية السيالة وإن كانوا يسكنون خارج صفاق…

تاريخ العادات

وتاريخ العادات في صفاقس يقول: كان الأطفال في رمضان يطلبون من آبائهم في رمضان الزلابية، فكانوا يشترونها، وكانت تشترى عند ختم القرآن في البيت وفي المسجد…ومن وقع عليه الختم في المسجد يشتري الزلابية ويوزعها على كل من كان في حلقات القرآن بالمسجد…
واختلف اللغويون في أصل كلمة زلابية وقيل: إنها كلمة فارسية…وكلمة (مخارق) اختلفوا في أصلها، وقد تكون جاءت من كلمة (مخروقة) والمخروقة عظم في جسم الإنسان يجمع (مخارق) وهذه الحلوى في طولها وشكلها تشبه ذاك العظم في جسم الإنسان وإن كانت أقصر…
ما قولكم يا أصدقائي في رمضان؟ وبماذا تترحمون وتذكرون زرياب والسياليين في صفاقس لنزداد بهما معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى