محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: في (دواء النوري ضد مرض الكلب)

كتب: محمد الحبيب السلامي
بمناسبة الحملة الوطنية الصحية الوقائية ضد مرض الكلب..تذكرت وأذكر للتاريخ الشعبي أن الناس في صفاقس وفي المدن المجاورة كانوا في عهد الحماية وقبلها إذا عض كلب أحدهم أسرعوا به إلى عائلة الشيخ الزيتوني الأزهري العالم المجاهد (علي بن سالم بن أحمد النوري ) يطلبون منهم (دواء النوري)…
دواء النوري
وهو دواء يحفظ الذي عضه الكلب من داء الكلب والمكلف من عائلة النوري يعدّه مركبا بأشياء بطريقة مخصوصة قيل إن الذي أعدها هو العالم الجليل الشيخ علي النوري وقيل إنه تعرّف عليها من مصر في سنوات انخراطه في الأزهر، واطلع عليها في كتاب (تذكرة داود الأنطاكي) هذا الدواء يأخذه المصاب مجانا بعد واحد وعشرين يوما من العضة يشربه مخلوطا بـ(برودو من لحم الماعز)، وما يروى أن كل من عضه كلب وتعاطى دواء النوري سلم من داء الكلب…
أعراض داء الكلب
والكلب المكلوب كان يُعرف بعلامات منها ذيله مرخي لسانه يتدلى نباحه عواء، وإذا صب عليه الماء يموت…وفي عهد الاستقلال منعت وزارة الصحة عائلة النوري من تقديم هذا الدواء لكل من عضه كلب وفرضت ووجهت المصاب لأهل الذكر والعلم من الأطباء في المستشفيات في اليوم الأول من الإصابة بالعض…
واليوم تشن حملة علمية وقائية من داء الكلب فيها دعوة لتلقيح الكلاب وهذا هو التوجيه العلمي الصحيح، وأنا أذكّر بالحكم الفقهي (لا يجوز تربية الكلاب إلا للحراسة والصيد)، ولكن ومن باب تقليد الأوروبيين صارت الكلاب تربى للزينة والتباهي في القصور والبيوت وينفق عليها في رعايتها المال الكثير إسرافا…
فبماذا يعلق الأصدقاء وماذا يفيدون ويضيفون لنزداد بالموضوع معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟