محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: في أطفال ماسحي الأحذية..

كتب: محمد الحبيب السلامي
يُقال إن مسح الأحذية وتلميعها ظهرت أولا في أوروبا، ثم أخذت تنتشر بين شعوب العالم وصارت مهنة تحقق كسبا، بعد أن انتشر (السباط)..عوض ‘الكنترة’ و’البلغةً’..
منذ الحرب العالمية الثانية
وفي تونس، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر في شوارع المدن أطفال لم يدخلوا المدارس أو انقطعوا عن الدراسة، وبيد كل واحد منهم صندوق فيه كل أدوات مسح الأحذية، والطفل ماسح الأحذية يطوف بصندوق في الشوارع، ويدخل المقاهي..
وكلما وجد زبونا جالسا على كرسي في المقهى يتقدم منه ويعرض عليه مسح حذائه، فإذا قبل عرضه، افترش الطفل قاعة المقهى وأخذ يمسح الحذاء، حتى إذا أتم المسح مد يده وأخذ من صاحب الحذاء أجره..
رعاية اجتماعية
هؤلاء الأطفال الذين يمسحون الأحذية في المقاهي والشوارع تحركت عواطف بعض قادة المجتمع نحوهم، وقاموا برعاية الكثير منهم، فأدخلوهم المدارس، وأعانوهم على مواصلة الدراسة، واتفقوا مع البلديات على إعداد مواقع خاصة لـ ماسحي الأحذية من الكبار…
دكان خاص
واليوم صارت العناية بالحذاء ومسحه في بيت صاحب الحذاء من صاحب الحذاء، واليوم صارت العناية بالحذاء مهنة، ولصاحبها دكان خاص..رأيت هذا في روما وفي سان فرانسيسكو، وفي تونس وصفاقس، فماذا يقول الأصدقاء وماذا يضيفون وماذا يعلقون..
وهل يتذكرون مقالا كتبه ونشره الأديب المصري المرحوم عبد القادر المازني عن ماسح الأحذية؟ أنا أنتظر تعاليق الأصدقاء حتى لا يعود المشهد لشوارعنا ولأفهم، ولأقدم لكل واحد منهم تحية عطرة؟