صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الطاهر بن سعيد عبد الكافي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم ولد في 15 مارس 1917 وتوفي في 26 سبتمبر 1995، هذا العلم كتب وسجل في حياته بنشاطه ونضاله كتابا وقد عزمت منذ شهور على أن أتحدث عنه وأُذّكر به الأحفاد في سطور فلم أجد من يعطيني صورته ويمدني ببطاقة تعريفه…

حتى وجهني الصديق المناضل شعبان بالعربي إلى السيدة توحيدة عبد الكافي بنت صاحبنا فتعاونت معي وأفادتني وأحالتني على أخيها الأستاذ الجامعي شكري عبد الكافي ففتح لي صفحات من كتاب والده أخذت منها ما يدل على أن والده كان علما يجب على المؤرخين أن يسلطوا عليه أضواءهم وأقلامهم للدرس والعبرة…

وبعد أقول هذا العلم بعد أن أخذ حظه من العلم والمعرفة بحث عن طريق الكسب فوجده في سوق الحلاقة كان حلاقا، والحلاق يجلس إليه الناس ويتحادث مع مختلف أهواء وعقول الناس، ويتعرّف على شؤون وهموم الناس…
ومن هنا دخل السياسة التي كانت تشغل الناس، هذا العلم انخرط في الحزب الحر الدستوري التونسي وانضم إلى الجماعة التي كانت تقود الحركة الوطنية بصفاقس بقيادة الزعيم الهادي شاكر…

قبض عليه المستعمر

هذا العلم وجد الحزب يدعو إلى مقاومة المستعمر بضرب المستعمر في مكاسبه فمد يده مع الآخرين يخرب ويقطع ويهدم ما بنوا، فألقي القبض عليه وعلى البعض من رفاقه في مارس 1939 ودخل السجن…
هذا العلم مد قلمه مع أقلام الآخرين وكتبوا مناشير تبعث في المواطنين روح الوطنية والنضال وتشجع على مقاومة المستعمر وتم القبض على من يكتبون المناشير ومن يوزعونها، وكان منهم ومعهم في السجن في ذكرى التاسع من أفريل يشارك في مظاهرةً وفي الشوارع ينشد الأناشيد الوطنية فتم القبض عليه سنة 1941…

الحرب العالمية الثانية

في الأربعينات تنصب الحرب العالمية الثانية خيامها بتونس وصفاقس ولما كان الزعماء السياسيون في السجون ولم يبق من القيادة في تونس العاصمة غير الدكتور الحبيب ثامر، وثامر مع صحبه تشاور فرأوا أن الألمان هم الذين سينتصرون في الحرب، ولذلك قرر التعاون معهم وفي نهاية الحرب يعترفون لتونس باستقلالها تجاوب مع ثامر قادة من صفاقس في غياب الهادي شاكر…
وفي صفاقس تكونت جامعة حزبية تابعة لحزب ثامر وكان علمنا من أعضائها وليتلقوا التعليمات من تونس ركب الطاهر عبد الكافي سيارة ألمانية، وسافر إلى تونس وتلقى التوجيهات والمعلومات ولما زار ثامر صفاقس استقبلوه وأيدوه وينهزم الألمان ويتحرر بورقيبة وينظم في 22 أكتوبر 1943 بدار الهادي شاكر لقاء ليليا مصغرا يحضره صاحبنا، ويدعو بورقيبة إلى التعاون مع دول الحلفاء مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وسيكون النصر في الحرب لهم وسوف يجد عندهم الوعد بتحرير تونس…

اجتماعات مصغرّة

وبعد ذاك الاجتماع انعقد اجتماع برئاسة المنجي سليم، وهكذا تواصل الكفاح وانعقدت اجتماعات حزبية مصغرة بقيادة الهادي شاكر وفيها وقعت خلافات وانقسامات وطرد بعض القيادات التي كانت تؤيد محمد الشرفي وصحبه وهذه قضية لها تاريخ طويل كان فيها الطاهر من مؤيدي الهادي شاكر…
وجاءت ثورة 18 جانفي 1952وتم إلقاء القبض على بورقيبة والهادي شاكر وأعضاء الحكومة التونسية، وتم وضع بورقيبة في طبرقة ثم تم نقله إلى محتشدات في الجنوب فلما وضعوه في محتشد رمادة بالجنوب… كان الطاهر عبد الكافي في نفس المحتشد منفيا مع بعض رفاقه لنضالهم ضد ظلم المستعمر والصورة تشهد على اللقاء…

ونترك محطة السياسة لنتحدث عن بناء الاقتصاد التونسي فبعد الحرب العالمية الثانية تأسست في تونس منظمات منها الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة، وكل منظمة بعثت في الجهات اتحادات جهوية، وفي صفاقس أسّس الطاهر عبد الكافي مع صحبه الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة وترأسه…

عضوا في محكمة شعبية

وفي صفاقس بعث الطاهر مع صحبه معرض صفاقس وترأسه وتستقل تونس ولبناء الدولة تأسس لتكوين دستور للدولة المجلس القومي التأسيسي فكان صاحبنا عضوا فيه وفي القضاء عين عضوا في المحكمة الشعبية ولقيادة الولايات عين واليا على باجة…

ودع الدنيا

وأكتفي بالسطور التي قدمتها من كتاب الطاهر عبد الكافي لكن من الوفاء أن أذكر عائلته التي كانت معه تؤازره فقد تزوج السيدة الفاضلة التي تحملت عذاب بعده ونضاله ناجية حمزة وأنجبا فيصل توحيدة حمادي رجاء شكري عماد ولما حان أجله ودع الدنيا وودعته أسرته وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء والأحفاد لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى