محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: محمد الصادق قطاطة

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا علم كان له نشاط في ميدان وميدان وميدان، وفي كل ميدان حقق نجاحا هذا العلم عرفته وهو يضرب مثالا في آخر ميدان تحمل فيه المسؤولية هو ميدان (النزل) فـ تاريخ صفاقس يقول كان الوافدون على صفاقس من غير أهلها للتجارة أو غيرها ويضطرون للمبيت في صفاقس لا مبيت لهم إلا في الحمام أو في المقهى…
أول نزل بصفاقس
وفي عهد الحماية كان الفرنسي (فيريو) رئيسا لبلدية صفاقس فكر في بعث نزل عصري بصفاقس فبعث شركة يشارك فيها الصفاقسيون وغيرهم بالأسهم، وتم جمع المال وبُني (نزل الزيتونة ) ودشنه المقيم العام الفرنسي لوسيان سان سنة 1923، هذا النزل كان فخما لا يحل مشكلة المسافرين المتوسطي الدخل لذلك جاء التفكير في بعث نزل تريح المسافر في نومه ولا تزعج جيبه،
وظهرت هذه النزل ظهر نزل المغرب قرب باب الديوان من طرف محمد الصادق قطاطة وعبد الحفيظ بكار بعد هذه الخطوة الناجحة التي خطاها صاحبنا محمد الصادق خطا خطوة أخرى اشترى الحق التجاري لنزل (السلام) بشارع الكسندر ديما، وكيّفه بكل ما يريح ويليق وأشرف عليه بنفسه كل يوم من الصباح إلى المغرب وفرض فيه النظافة والأخلاق…
فاشتهر النزل اشتهر صاحبه محمد الصادق قطاطة لذلك انتخب رئيس غرفة النزل والمقاهي والمطاعم، هو الموجه وهو المدافع عن حقوقهم وفي قاعة مدخل نزل السلام يستقبل الحرفاء والأصدقاء وأغلبهم من أهل الثقافة والسياسة ولما فرض عليه المرض ملازمة الفراش نابه في إدارة النزل ابنه المثقف محمد..
في أكثر من ميدان
قلت أن محمد الصادق قطاطة تحمل مسؤوليات في أكثر من ميدان وأقول وأوضح ولد في 17أكتوبر 1924 بعد أن تحصل على الشهادة الابتدائية انضم إلى التعليم الزيتوني فترة ثم انضم إلى صيدلية بن شريفة بسوق الفرياني (محضر صيدلي ) متعلما من والده أحمد، ولأنه وطني متصل بالزعيم الهادي شاكر وجهه الزعيم إلى (الرقاب) يفتح فيها متجرا يتصل بأهلها ويعرف بالحزب الحر الدستوري التونسي وقد استطاع أن يجعل من الدكان متجرا وناديا حزبيا جعلت السلط تراقبه، واستطاع بذكائه أن يربط بها صداقة فهو يستشيرها وهي تستشيره..
وقد رأيت في السبعينات من القرن العشرين بعض سكان الرقاب يزورونه في النزل و يستشيرونه والصادق قطاطة كان رئيس وفد من الشباب الذين وجههم الزعيم الهادي شاكر سنة 1948 للحرب في فلسطين وكان السفر عن طريق البحر، وفي الطريق اكتشفتهم السلطة الفرنسية بناء على خيانة فردتهم..
تجارة الزيت
صاحبنا الصادق وضع النزل في سكته يسير سيره وشارك خبيرا في عصر الزيتون وبعد أن تعلم صار في الموسم يكتري معصرة وهو فيها يشتري حب الزيتون و يبيع الزيت، وكان في كل موسم يحقق أرباحا قلت عرفت صاحبنا في نزل السلام وعرفته في شعبة صفاقس الجنوبية التي كان يرأسها الأستاذ المرحوم أحمد الزغل فيها تعاونا وفيها بقينا سنوات نعقد الاجتماعات ونبحث عن سياسة ومقترحات تفيد…
وأذكر أن من هذه الشعبة خرجت فكرة (إعانة العائلات المعوزة) ومن الشعبة وجهت في الموضوع لوزارة الشؤون الاجتماعية رسائل ومن الشعبة خرج محمد الصادق قطاطة مع من معه وطافوا ببيوت سكان المنطقة وسلموا لهم نسخا من القوانين البلدية في النظافة تشجيعا على النظافة…
أسرة محمد الصادق قطاطة
صاحبنا تزوج في شبابه وفي بيته ربى مع زوجته أولاده فنجح ابنه محمد وتحصل على شهادة الباكالوريا والتعليم العالي ونجحت ابنته زينب ونجحت طبيبة واختارت البقاء في سويسرا تطبب، أما ابنه أحمد فقد فرضت عليه ظروف البقاء أعزب، صاحبنا محمد الصادق قطاطة التزم في سنوات متواصلة من حياته بتقديم كمية من دمه لبنك الدم والتزم في سنوات متواصلة بفتح بيته في رمضان لصلاة التراويح وتلاوة القرآن والاحتفال بختمه..
لما جاء أجله يوم 3 جويلية 2008 بعد صبره الطويل على المرض ودع دنياه فودعته أسرته وأهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟