محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: محمد بن علي الزواري

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا المواطن العلم حدثتكم أمس عن والده مع عملة الرصيف وتقدير بورقيبة لنضاله هذا العلم تحدث عنه الأستاذ حامد الزغل في كتابه (جيل الثورة)..هذا المناضل كتب عنه الأستاذ عبد الجليل بن عباس في كتابه (الحركة الوطنية بجهة صفاقس 1920 ـ 1955)…
هذا محمد بن علي الزواري ولد بصفاقس في 7 جوان 1929 ولما بلغ سن الدراسة أدخله أبوه المدرسة، لكن لما نصبت الحرب العالمية الثانية خيامها في صفاقس انقطع عن الدراسة، هذا محمد وجد أباه قد فصله ظلم السلطة الفرنسية من العمل في الرصيف وحرمه من جرايته، تقدم وانضم إلى عمال الرصيف ليكسب جراية تحتاج لها العائلة…
هذا محمد وجد المناضلين قد تحركوا بتخريب أملاك المعمرين الفرنسيين وصاروا يفجرون القنابل الموقوتة في محلاتهم ومراكز أعمالهم، فلما ألقت السلطة الفرنسية القبض على عدد منهم وعذبتهم فقرروا توقيف النضال بسلاح القنابل والرصاص..
قاوم الاستعمار
هذا محمد لما قررت المقاومة الوطنية بصفاقس في ثورة 1952 اللجوء إلى القنابل الموقوتة المصنوعة يدويا وهي تزعج وتنشر الرعب ولا تخرب، قرر محمد أن يصنع هذه العبوات الداوية المزعجةً واتخذ له مكانا بعيدا عن أعين الناس…
هذا محمد نجده ينفذ ما قرره فجر عبوات ناسفة في أماكن متعددة في باب الجندرمة الفرنسية في مولد كهربائي وكان والده يساعده ببعض الفتائل…
حاكموه وسجنوه
هذا محمد بن علي الزواري أزعج الفرنسيين والسلطة في صفاقس فتشوا عنه ألقوا القبض عليه حاكموه وحكموا عليه بالسجن وعشر سنوات أشغال شاقة سجنوه بسجن صفاقس ثم نقلوه لسجن تونس…
هذا محمد الزواري يستخدم ذكاءه فيتعاون مع من يثق فيه من المسجونين فيحدثون في جدار السجن كوة انفلتوا منها وفروا وشنت عليه السلطة الفرنسية حملة تفتيش انتهت بإلقاء القبض عليه…
وسام الاستقلال
لما تحصلت تونس على استقلالها الداخلي بفضل قادتها ونضال مناضليها أطلق سراح محمد بن علي الزواري، خرج من السجن يبحث عن عمل عينته بلدية صفاقس مسؤولا عن المستودع البلدي قضى فيه مدة ثم استقال وسار في طريق الأعمال الحرة وبحث عن مجالس يستفيد منها علما وثقافةً فانضم إلى مجلس الشيخ علي الطرابلسي وإلى مجلس البخاري ولما حجّ تعرّف على بعض العلماء وكانت له صحبة مع العالم المجاهد العراقي الدكتور (محمد محمود الصواف)…وشرفه بورقيبة بوسام الاستقلال
النهاية
هذا محمد بن علي الزواري يتزوج وينجب أربعة أولاد ذكور تعلموا، وهم اليوم يفيدون البلاد والعباد (محمد الهادي مختص في معالجة أمراض القلب وجراحة الصدر والقلب والعروق شكري صايغي المكي ماهر مهندس فني أنور ميمون في الإعلامية) هذا العلم المناضل محمد بن المناضل علي الزواري يحين أجله يوم 23 نوفمبر سنة 2017 فيودع دنياه راضيا وتودعه أسرته وأهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر..
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟