صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الطاهر بن مسعود

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا الذي أدى واجبه نحو وطنه وبلاده ولم يمد يده يطلب من بلده ووطنه أجرا، هذا الرجل الطاهر يوم ولد في بيت أبيه محمود بن مسعود اتفق أبوه مع زوجته على تسمية المولود (الطاهر)…فمتى ولد؟

بطاقة الولادة تقول: إنه ولد في 25 جانفي 1925، وصاحبنا الطاهر يقول: أنه ولد في 29 جويلية سنة 1922، هذا المولود الذي له في تاريخ مولده قول وقول فإن الثابت، أنه تعلم القراءة والكتابة وختم القرآن على يد المربي الشيخ المرحوم الحاج علي المصمودي…

في مدرسة ‘مكتب السلامي’

والثابت أنه كان من تلاميذ المدرسة الابتدائية الأدبية المشهورة باسم (مكتب السلامي) وكان مديرها الحاج حمده شيخ روحه، ومن معلميها، محمود خروف والهادي الشافعي، وحسونة المعزون…

والثابت أن الطاهر بن مسعود فاز في هذه المدرسة بالشهادة الابتدائية…والثابت أنه انضم إلى معهد اللخمية الذي أسسّه الشيخ يوسف خماخم ليتلقى دروسا في الرياضيات ويزداد ثقافة، في العلوم الرياضية، ومسك الدفاتر…

ناضل ضد المستعمر

والثابت أنه شارك في مظاهرة ضد الرئيس الفرنسي (دالادي) لما زار صفاقس، وكانت المظاهرة بقيادة الطاهر عبد الكافي، والثابت أن الطاهر بن مسعود تفتحت نفسه للنضال ضد المستعمر من يوم مشاركته في تلك المظاهرةً، وأن مطالعاته المتواصلة لـ جريدة (الإصلاح ) التي كانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تصدرها في الجزائر وتروّجها في تونس، أثرت في الشاب الطاهر بن مسعود، ولما توفي رئيس الجمعية الشيخ العالم المجاهد عبد الحميد بن باديس وجه الطاهر مع زميله عبودة الحشيشة رسالة تعزية فيه لـ خلفه الشيخ: البشير الابراهمي…وكانت الرسالة مكتوبة بروح ونفسية مواطن مناضل، ولذلك عوقب الطاهر بن مسعود بالإيقاف أياما وأطلق سراحه لصغر سنه، وعوقب الحشيشة بالسجن…

والثابت أن صاحبنا فتح في صفاقس متجرا يبيع فيه البارود برخصة، وأنه كان في الخفاء يساعد سرا المناضلين، ولما استقلت تونس مد يد المساعدة والإعانة للجمعيات الاجتماعية، وعلى ذلك الطريق سار أولاده من البنين والبنات…

عائلة الطاهر بن مسعود

الثابت أن الطاهر بن مسعود أنجب من زوجته السيدة الفاضلة جميلة بنت الشيخ أبي بكر الفقي من البنين: أحمد، ومن البنات، شادية، وفايزة، وبسمة وسلمى…وقد حرص على تعليمهم فقطعوا مراحل التعليم الابتدائي والثانوي، والعالي بنجاح ولذلك وصلوا في العمل إلى المراكز العالية فنفعوا البلاد والعباد بأيد ظاهرة..
والثابت أنه لما حان أجله في الثالث والعشرين من شهر أوت 2018 فارق الدنيا راضيا مرضيا مودعا من طرف أولاده وأحفاده وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى