صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: يوسف الرقيق

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هو الرقيق، وهذا لقب أول من لقب به وتسمى واشتهر، الولي الصالح محمد من أولاد عنان، المشهور بـ ‘بوعكازين’…

فقد مات أبوه وهو صغير، سمته أمه محمد اليتيم، وسلمته للمعلم ثم صار يذهب لـ قرية قرقور يتعلم القرآن على يد الشيخ أبي يحيى القرقوري…ولأنه كان جميل رقيق الصوت سماه شيخه…’محمد الرقيق’…

بدايات يوسف

ومن هذا الرقيق تناسلت عائلة الرقيق وعُرفت في المحرس وصفاقس…هو يوسف الرقيق الذي عرفته تلميذا من تلاميذي بالحي الزيتوني بصفاقس…هو يوسف الذي التقيت به بعد سنوات في دار الثقافة، في اللجنة الثقافية بصفاقس…

هو يوسف الذي كُلف بإدارة الفرقة المتفرغة للتمثيل بصفاقس…هو يوسف الذي في سنوات معدودة أشرف على نشاط مسرحي تمثل في تمثيليات هي ‘زواج الأمير’…عنترة وهي مسرحية مدرسية طريفة، يعود فيها عنترة إلى الحياة ويُخرجها الأستاذ عبد الله الوافي…ومسرحية مراد الثالث، ومسرحية ‘يا بلدي’ تعاون في إخراجها معه الأستاذ المرحوم عياد السويسي…هذا ما جاء عن المسرحي منصف الوكيل، أما المسرحي محمد الشعري فله شهادة مخالفة…

بحث عن التجديد

هو يوسف الذي كان يبحث عن التجديد والطريف، ولذلك ركب مرة (كريطة) وطاف بها في الأسواق كوسيلة إشهار لمسرحية…هو يوسف…ترك المسرح ورجع إلى ثقافته التي أحبها وتعلمها في معهد الفنون الجميلة رجع للرسم…رجع للفنون التشكيلية، رجع لمسقط رأسه، رجع للمحرس…

هو يوسف الذي كان من الأوائل الذين رسموا على البلور…هو يوسف الرقيق الذي خدم الفن وخدم بلاده فبعث بالمحرس المهرجان الدولي للفنون التشكيلية…بعثه على أرض ممتدة تنام على شاطئ المحرس…ودعا لها من يعرفهم من هواة الفنون التشكيلية في العالم…فأقبلوا نساء ورجالا…وقضوا في المحرس أياما …
وكل واحد منهم غرس بفنه على أرض المهرجان لوحة أو تمثالا له اسمه وعنوانه وهدفه ورسالته…

بعث مهرجانا متميزا

هو يوسف الرقيق الذي بعث مهرجان الفنون التشكيلية بالمحرس…وبعث فيه الحياة أعواما متوالية، وانتشر في المعرض صاحبه وعنوانه، واشتهرت المحرس…
هو يوسف الرقيق الذي شدّه المرض، وفرض عليه البحث عن الدواء والشفاء فسافر إلى تونس العاصمة وقد ترك مشروعه بالمحرس بيد من حافظوا عليه وأبقوه..حيّا يزوره كل من يزور المحرس…

ودع الدنيا

هو يوسف الذي أتعبه المرض وأثر فيه سنوات انتهت بوفاته فودعه أهله وأحباؤه في المحرس وصفاقس وتونس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى