صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (112): الشيخ المربي حمودة المهيري 1926 ـ 2021

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

في عهد البايات وفي عهد الحماية كان الأولياء يوجهون ـ في الغالب ـ أولادهم أولا إلى الزاوية ليحفظوا القرآن…لذلك، حمودة المهيري وجهه أبوه إلى زاوية الحاج خليفة ليحفظ القرآن والفقه وقواعد اللغة العربية…

فلما حفظ وتعلم وجد السيد علي الرقيق يُعلم تلاميذ الزاوية اللغة الفرنسية فتعلم وبذلك تهيأ لدخول مدرسة الهلال فدخل وفيها فاز بالشهادة الابتدائية…وجد في العائلة عمه تخّرج من جامع الزيتونة، ووجد ابن عمه محمد طلب العلم في جامع الزيتونة فسلك نفس الطريق…

شارك في مناظرة

في الفرع الزيتوني بصفاقس نال شهادة الأهلية، ومن جامع الزيتونةً بتونس نال شهادة التحصيل…طرق بها أبواب المدارس القرآنية فوجد مدرسة تستقبله معلما…وليدعم جرايته شارك في مناظرة نجح فيها وعُيّــن معلما بمدرسة عربية فرنسية بسوق الخميس، قضى فيها سنوات ورجع إلى صفاقس يُعلم ويرتقي بفضل اجتهاده وإخلاصه في أداء رسالته التربوية…

مدير مدرسة

استقلت تونس فطلب أن يكون مدير مدرسة فأسندت له إدارة مدرسة (شقرون( بطريق الأفران بصفاقس بها قاعتان فقط للتعليم…اندمج اجتماعيا في الحياة الاجتماعية مع سكان حي المدرسة…وثقوا فيه وقدروه، عرض عليهم وعلى غيرهم مشروع الزيادة في قاعات المدرسة من أجل تعليم أولادهم فاقتنعوا بذلك، أخذت المدرسة تكبر وتتسع لعدد من التلاميذ أكثر، وتحقق نتائج أفضل…

مجّلة مدرسية

لم يكتف بالسهر على تنفيذ البرامج المدرسية فأسّس في المدرسة نشاطا ثقافيا تمثّل في مجلة مدرسية يتبارى فيها التلاميذ على نشر كتاباتهم فيها…إخلاصه في رسالته دفعه ليقدم لتلاميذ السنة السادسة دروسا خصوصية مجانية…إحساسه الديني الزيتوني جعله يتخذ من ساحة المدرسة جامعا يُعلم فيه التلاميذ الوضوء والصلاة، وعلمهم صلاة الجمعة ليتعودوا على أداء صلاة الجمعة…

يكتب ويؤلف

دُعي ليكون إماما يصلي بالناس صلاة الجمعة فقبل الدعوة، وأدى الواجب سنوات إلى أن تدخلت السياسة الملعونة فأوقفوه عنها…تزوج وأنجب ابنين وبنتين، وقد أوقفت الحكومة التونسية التعليم الزيتوني فوجههم مع زوجته لطلب العلم فطلبوه، وقطعوا فيه مراحل كلهم نجحوا فيها وتحصلوا على شهادات عليا في الطب والإدارة وأفادوا البلاد والعباد…
كان وهو يتعلم مغرما بالمطالعة والنشاط في الجمعيات فشارك في تأسيس مكتبة التلميذ الزيتوني بصفاقس…ولما تقاعد انضم إلى نادي الشاعر محمد الشعبوني ونادي الشيخ عبد العزيز مزيد، حتى انتهى إلى نادي التاجر حافظ بلغيث…وهو في بيته يكتب ويؤلف في الفقه وألّف في القصة ونشر مقالات…لما جاء أجله ودع دنياه وودعته أسرته وأصدقاؤه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر وقد ترك سيرة فيها دروس وعبر فماذا أنتم قائلون عنه وعنها؟…

أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى