صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: النوري دمق

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

نقول…إنه النوري أبوه الصادق دمق كان خياطا، وأمه خديجة بوغربو؟ هل نقول: أنه بعد أن طوى مرحلة التعليم الابتدائي بنجاح اختار التوجه نحو معهد الفنون الجميلة، واختار أن يتعلم فيه الرسم؟

أول رسام

هل نقول..أنه تخرج من المعهد ودخل صفاقس فكان أول رسام يرسم الصور، وصوره توضع في لوحات، واللوحات تُعلق في البيوت وفي الإدارات وغيرها بعد أن كانت الصورة يراها الناس محرمةً، وكانوا لا يعلقون في البيوت غير لوحات كتبت عليها بخط جميل آيات من القرآن الكريم، وأحاديث نبوية؟

حياته العائلية

هل نقول…إن النوري دمق لما تزوج الزوجة الفاضلة سميرة عبد المقصود المتخرجة من الترشيح بعث فيها زوجها هواية الرسم فكانت فيه هاوية؟ هل نقول: أنه أنجب البنات والبنين فلما وصلوا إلى مرحلة التعليم الثانوي اختاروا كلهم اختيارا حرا التوجه نحو معهد الفنون الجميلة دون توجيه من الأب، وكان لكل واحد في المعهد اختياره وتوجيهه؟

هذه ابنته سماح دمق: تختار التخصص في فن (التصميم ـ الديكور) وتختار السياسة فتتقدم وتخوض معركة الانتخابات في السلطة التشريعية، وتنجح ويكون لها في البرلمان صوت وكلمة…
هذا ابنه راسم يدخل معهد الفنون الجميلةًً ويتخرّج منه متمكّنا من قواعد الإشهار، وتونس دخلت في مرحلة التطور التجاري والصناعي تحتاج في معركة التنافس، إلى الإشهار…
وهذه ابنة النوري دمق أُميّة، ترى المرأة التونسية تجري وراء الجديد والتجديد في اللباس فتختار التخصص في فن التصميم والابتكار في اللباس…وهذه ابنته إيناس تتخرج من معهد الفنون الجميلة وهي بذوقها ومعارفها العلمية قادرة على القيام بدورها في التزويق الداخلي…

هوايات

بعد أن قدمنا البنين والبنات هل نقول، نعود للأب، نعود للرسام الصفاقسي الذي أحب صفاقس لنتعرف على هوايات كان يتقنها ويحصد التصفيق وهو يعرضها ويقدمها؟
كان النوري دمق يغني فولكلوريا فيُطرب…كان يؤدي رقصات تعبيرية فيشدّ بها المتفرجين والمتفرجات في تونس…وفي ألمانيا، وفي بولونيا، ويحظى بتصفيق التقدير والتشجيع…
وهل نقول: إنه دخل المدارس والمعاهد الثانوية ليقدم للتلاميذ دروسا في الرسم، فقد حط رحله في المعهد الثانوي بطريق العين، وحط رحله في معهد المنجي سليم، وإعدادية محمد علي؟

ودع الدنيا

وهل يجب أن نقول ولا ننسى إنه كان يعرض لوحاته في معارض خاصة ومعارض مشتركة، فيلقى من يقطف ويشتري لوحاته؟ ونقول مما لا مفر منه، أنه لما مرض ،وشده المرض ولم يفلته، ودع الدنيا الفانية إلى الدار الباقية، فودعته أسرته، وودعه أهله وأحبابه، وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره أصدقاؤه وأنا أعرض عليهم لوحتين من ريشة الرسام النوري دمق، واحدة منهما فيها يلمس بريشته لوحة عبر فيها عن حبه وبره بأبيه؟…
ماذا يضيف وبماذا يعلق الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى