محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحاج أحمد بن محمود بن جماعة

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم أحمد بن محمود بن جماعة ولد في بيت أبويه بطريق قرمدة بصفاقس سنة 1903.. هذا العلم لما بلغ سن التعلم أدخله أبوه زاوية الحاج خليفة بالمدينة، ثم انتقل إلى زاوية سيدي عباس بطريق قرمدةً، وفي الزاويتين حفظ القرآن الكريم..
دخل التجارة
هذا العلم فكر في التجارة فاختار أن يفتح دكانا في موقع من أرياف صفاقس، وذلك ليوفر للسكان حاجاتهم التموينية التي يحتاجون إليها عوض مشقة السفر لمدينة صفاقس، وهو بذلك يكسب، وهو بذلك يبدأ بتأسيس سوق..
هذا العلم فتح متجرا في بئر علي بن خليفةً، ثم فتح متجرا في عقارب…
هذا العلم بعد أن قضى سنوات في التجارة وكسب قرر أن يخلد إلى الراحة، وأن يتوجه إلى العبادة فكان إمام خُمس في جامع الرحمة قرب بيته في مركز سيدي عباس..
أسرة بن جماعة
هذا العلم تزوج وأنجب البنين والبنات…وفي الثلاثينات من القرن العشرين علم أن الحماية الفرنسية تدعوه للتجنيد، وفرنسا تجنّد الرجال من مستعمراتها لتقدمهم للحرب في حروبها، فماذا فعل صاحبنا الحاج أحمد بن جماعة؟
جمع أغلب أولاده الصغار وأخذهم معه لمركز التجنيد وهو يقول…هؤلاء الصغار من يعولهم ويرعاهم إن أخذتموني إلى العسكر؟
وبذلك استطاع أن يُعفى من الجندية..(وقد أخذ له ولصغاره الذين اصطحبهم معه صورة تذكارية سنة 1938)..
ودّع الدنيا
هذا العلم الحافظ للقرآن، الحاج والإمام والتاجر لما حان أجله ودع دنياه سنة 1982، فودعته أسرته وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟