صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاشت في صفاقس ثم ودعت: نفيسة بنت محمد العفاس

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذه المرأة ولدت في اليوم الأول من شهر ديسمبر 1916، ونشأت في عائلة العفاس التي لها في صفاقس دور ومكانة تعلمت وتثقفت… ولما بلغت سن الزواج تزوجت ابن عمها أبا بكر بن الحاج محمد العفاس، انجبت منه ولدا ذكرا لطيفا جميلا سمّته (منصف)..

شاركت في النضال

وشاء القدر فتوفي زوجها أبوبكر العفاس، ودخلت مرحلة الترمل كانت نفيسة العفاس من المنخرطات في الحزب الحر الدستوري التونسي، والمشاركة في النضال الوطني بصفاقس تحت قيادة الزعيم
الهادي شاكر..
وشاء القدر فتوفيت السيدة المناضلة مجيدة كريشان زوجة الزعيم الهادي شاكر فمن له يسانده في بيته ويشرف ويرعى أولاده وقد توفيت أمهم وهم (الطيب وامحمد وفتحية والمنجي)؟

تزوجها الهادي شاكر

الزعيم الهادي شاكر فكر وبحث فوجد السيدة المناضلة نفيسة العفاس هي القادرة على أن تسانده في نضاله وترعى أولاده، فتزوجها ودخلت السيدة نفيسةً العفاس تحمل اسم (نفيسة العفاس شاكر) دخلت بيت الزعيم الهادي شاكر فماذا وجدت؟

وجدت زوجا فاضلا كريما أحبها ووجدت ربائب أحبوها واحترموها وعاملوها كأنها أمهم، دخلت نفيسة العفاس شاكر بيت الزعيم الهادي شاكر فوجدت الزعيم في نضاله معرّضا للسجن وللنفي فكيف قابلت سجنه وتقبلت نفيه، وبُعده عنها وعن بيته وأولاده الأيام الطوال؟
‏قابلت هذه الزوجة كل ذلك بالصبر ومساندة زوجها في نضاله والقيام بواجبها في رعاية أولاده، كان الزعيم الهادي شاكر في نفيه يُصاب أحيانا بمرض فيخبر أخاه عبد الرحمان ويوصيه بعدم إخبار زوجته نفيسة، فيكفيها تحمل نفيه فلا يقلقها بأخبار مرضه والتاريخ يذكر أن تونس فجرت ثورة الكفاح والاستقلال في 18 جانفي 1952، وأن السلطة الفرنسية ألقت القبض على الزعيمين بورقيبة وشاكر ووضعتهما في طبرقةً…

اغتيال الزعيم الهادي شاكر

وزارت نفيسة الزعيمين ثم توالت الأحداث وتوالى النضال والمظاهرات والمقاومة المسلحة في الجبال كما توالى نفي الزعماء وسجن آخرين، وفي مرحلة يوضع الزعيم الهادي شاكر في إقامة جبرية في محل بنابل ومعه زوجته نفيسة وابنته فتحية وابنه المنجي، وفي ليلة يحفظها التاريخ ولا تُنسى ليلة 13سبتمبر 1953 يهاجم الأعداء المحل ويفتحونه عنوة بغلظة وقوة، ويدخلون البيت ويلقون القبض على الهادي شاكر ويجرونه جرا عنيفا وهو يصيح وزوجته وولده وابنته يبكون مذعورين وتشرق الشمس فيقع العثور على الزعيم الشهيد الهادي شاكر ملقى في الطريق مقتولا…

مظاهرات واحتجاجات

ويتقبل الشعب التونسي الخبر والحدث بإضراب ومظاهرات واحتجاجات ويدفن الزعيم الشهيد في موكب رهيب وتتقبل نفيسة زوجة الزعيم الخبر بدموع الأسى…
وتتوالى الأيام والسنوات والزوجة الأرملة صابرة ومواصلة مع المناضلات نضالها وتستقل تونس فلا تمد يدها تطلب عونا، ولكن بورقيبة كان يستقبلها ويكرمها وواصلت حياتها بمنحة شهرية وبالتقدير من ربائبها والشعب التونسي فلما جاء أجلها في غرة أوت 1995 ودعت الدنيا الفانية إلى الدار الباقية مودعة بالرحمةً وحسن الذكر..
فبماذا سيذكرها الأصدقاء لنزداد بها معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى