كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم محمود غربال ولد في جانفي 1910، ولما بلغ سنّ التعلّم دخل رحاب التعليم فتعلم، وبما تعلم تهيأ ليكون باللغة الفرنسية معلما في (مدرسة الهلال القرآنية) التي بناها وأسسها رجل الفضل والخير المرحوم محمد العش سنة 1933 وجعل على إدارتها صهره الشيخ الزيتوني محمد غربال…وكان مقرها في ساحة الولي بلحسن الكراي..
أظهر كفاءة
هذا العلم محمود غربال شقيق الشيخ المدير محمد غربال أظهر في تعليم التلاميذ اللغة الفرنسية كفاءةً واستنبط في تدريس مادة الحساب طريقة بقيت تُذكر بتقدير، ولأن امتحان الحصول على الشهادة الابتدائية التي تعفي من التجنيد والنجاح في مناظرة الدخول للتعليم الثانوي صعب لأن الامتحان مركز على اللغة الفرنسية في الإملاء والحساب…
بعث الدروس الخصوصية
فقد كان المعلم محمود غربال بكفاءته علما وتدريسا يحقق لأغلب التلاميذ النجاح ومن لم ينجح يتلقى دروسا خصوصية تحقق له النجاح في العام القادم، ويروى أن صاحبنا محمود غربال هو أول من بعث ظاهرة (الدروس الخصوصية)، لذلك كان الإقبال على مدرسة الهلال، وبهذا المعلم أخذت بين التلاميذ والعائلات شهرة في عهد الحماية…
ساعد التلاميذ
هذا العلم محمود غربال يذكُر له التاريخ أنه كان يهيء بعض من وصلوا لسن التجنيد ولم يتحصلوا على الشهادة الابتدائية التي تعفيهم من التجنيد، فيقدم لهم دروسا خاصة بها يتقدمون لامتحان شهادة الإعفاء من الجندية فينجحون…
ولأنني اقدم لكم صورة المعلمين بمدرسة الهلال فإنني أقول الشيخ لابس العمامة وهو مكتوف اليدين وجالس في وسط الجالسين هو المدير الشيخ محمد غربال وعلى يمينه صاحب الجبة والشاشية هو صاحبنا محمود غربال ولابس الطربوش المعلم المختار دريرة الذي اختص بتعليم تلاميذ السنة الأولى إلى أن تقاعد، كما تخصص المربي المرحوم محمد شيخ روحه في تعليم تلاميذ السنة الأولى بالمدرسة الأدبية المعروفة بمكتب السلامي…
ودع الدنيا
تزوج صاحبنا محمود غربال من عائلة بسباس المشهورة بصفاقس، ولما حان أجله في 6 جويلية 1986 ودع الدنيا وودعته أسرته وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟
