صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عبد الرحمان البرشاني

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم هل تعرفونه؟…هل تذكرون أنكم كنتم ترونه في دكان برحمة الرماد بصفاقس وهو يلبس الجبة والعمامة؟ أنا أذكركم وأعرّفكم به…

لقد ولد عبد الرحمان البرشاني في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر سنة 1888 ولما بلغ سن التعلم والدرس أدخله أبوه الزاوية وفيها حفظ القرآن وتعلم الكتابة، ومن الزاوية انضم إلى حلقات الدروس بالجامع الكبير بصفاقس يأخذ من المدرسين علوم الدين والدنيا..

أمانة وحسن أخلاق

اكتفى عبد الرحمان بما تعلم وخرج يبحث عن موارد الكسب فوجدها في التجارة، فتح متجرا برحمة الرماد بصفاقس يبيع فيه العسل والسمن والحصير… ولـ أمانته وبُعده عن الغش وحسن أخلاقه اشتهر ومن أخلاقه أنه كان يرى تلاميذ المدرسة الابتدائية المجاورة لدكانه يخرجون للراحة وهم يأكلون الخبز يناديهم ويصب لهم على الخبز زيتا وعسلا…

الحصير في صفاقس

قلت لكم إن صاحبنا عبد الرحمان البرشاني كان يبيع الحصير، فمن منا في صفاقس من لا يعرف (الحصيرة)؟ لقد كانت جداتنا وأمهاتنا يفرشن الحصير في بيوت الديار بالمدينة وبيوت الأبراج في الأجنة، وكانت كل المساجد تفرش بالحصير وفي الجامع الكبير بصفاقس وجامع الزيتونة قضيت تسع سنوات أجلس وأتلقى الدروس وأنا وزملائي الطلبة والمدرسون نجلس على الحصير..

حصير نابل

والحصير عُرف في الحضارات القديمة وقد وجدوا آثاره في قبور الفراعنة وفي تونس يصنع من عود السمار وصناعة الحصير عرفت في نابل وعرفت في (نقطة) وحصير (نقطة) له شكل خاص في طوله وعرضه واشتهرت بصناعته في نقطة عائلات لكن هذه الصناعة بدأت تأخذ طريقها للاندثار فقد حلت محلها الزرابي في البيوت والمساجد وصارت تُعتبر مظهر تخلف وفقر وهي في واقعها عنصر صحي فـ الحصير يتلقى الأتربة التي تدخل البيوت فيضعها في الأسفل وهو ضد الحساسية ويمنع ضيق التنفس وجربوا القيلولة على الحصير والقيلولة على الزربية وسوف تكتشفون الفرق…

ودع الدنيا

دكان صاحبنا عبد الرحمان البرشاني حل فيه بعده محمد البرشاني ومنذ سنوات أُغلق هذا الدكان وبقي التاريخ يذكر عبد الرحمان البرشاني التاجر الذي يحمل اسم الولي العلم العالم الشيخ عبد الرحمان البرشاني تلميذ
الإمام الشيخ علي النوري..
ولذاك الولي في تاريخ صفاقس قصة تروى في 30 ماي 1961 جاء أجل صاحبنا تاجر العسل والسمن والحصير عبد الرحمان البرشاني، فودع دنياه وودعته أسرته وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى