كتب: محمد الحبيب السلامي
الصائم في رمضان قد يخطئ…والمخطئ قد يحتاج لمن يرشده لإصلاح خطئه..الصائم قد يغفل…والغافل في حاجة لمن ينبهه ويوجهه…الصائم قد يسقط في معصية وقد ينسى واجباته فهو يحتاج إلى من يعظه…
الوعظ في رمضان
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعظ زوجاته وبناته وعماته وأصحابه…كان كثير من العلماء يتخذون لهم في مسجد في رمضان موقعا ويعظون العامة والخاصة…وفي صفاقس نذكر الشيخ محمد بن يوسف الشهير بالكافي، والشيخ الزيتوني الأزهري محمود الشرفي، والشيخ محمد المهيري باش مفتي صفاقس سابقا، ونذكر الشيخ المربي الإمام حامد بن محمد بوعتور في جامع العالية…
أشهر الوعاظ
ومن الوعاظ الذين اشتهرًًً في صفاقس، وتحلق حوله من يرغبون في الوعظ، ويستفتون العالم الفقيه في مسألة: الشيخ المربي حسن الهنتاتي…وُلد بصفاقس، وحفظ القرآن في الكتاب، وتعلم في مدرسة، وطلب العلم من مدرسي الفرع الزيتوني بصفاقس ففاز بشهادة الأهلية، وطلب العلم من مدرسي جامع الزيتونة، وتحصل على شهادة التحصيل…وبها دخل المدارس معلما ومديرا ،ودخل المساجد إمام خمس، وإمام جمعة…
يُبشر ولا يُنفر
وانتصب في الشتاء بجامع سيدي القفصي واعظا، وانتصب في جامع سيدي عبد العزيز في رمضان واعظا…أذكر أن الناس في رمضان يُقبلون على مجلسه، لأنه يُبشر ولا يُنفر، يُيسر ولا يُعسر، ويتناول في وعظه قضايا المجتمع، فيكشف أحسن ما فيها، ويسلط الضوء على سيئاتها ويعالجها بحكمة وضحكة…لذلك بقي مجلس وعظه سنوات…
ودع الدنيا
لما تقاعد تولى عدالة الإشهاد…ولما شدّه المرض زاره في فراشه أحباؤه، ولما حان أجله ودع الدنيا، وودعته زوجته، وودعه أولاده من بنين وبنات رباهم وعلمهم، وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فهل سيترحم عليه الأصدقاء وهل سيذكرونه بما نزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟
