صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (89): الطيب خماخم والمدرسة الإسرائيلية 1919 ـ 1991

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…جمع الطيب خماخم بين اللغتين والثقافة العربية والفرنسية فعُيـن معلما بالمدارس الابتدائية، ثم معلما ملحقا بالتعليم الثانوي، كما عُيّن قيما عاما بمعهد الهادي شاكر بصفاقس، ثم أول صفاقسي يتولى متفقدا بالتعليم الابتدائي بصفاقس…

قرار تاريخي

سجل في تاريخه نشاطا نقابيا وحزبيا ونضاليا طيلة سنوات حتى تقاعد وأقعده المرض في فراش بيته، وفيه جاء أجله فودع الدنيا وودعه أهله وصفاقس بالرحمة والحديث عن أخلاقه وصدقه وإخلاصه في مسؤولياته…ويبقى ذكره في قرار اتخذه ونفذه في المدرسة الإسرائيلية بصفاقس..

…هذه المدرسة أسّسها اليهود الأغنياء بصفاقس ليتعلم فيها التلاميذ المسلمون واليهود وفق برنامج وزارة التربية التونسية، لكن لا يتلقى فيها التلاميذ دروسا دينية ففاتت التلاميذ المسلمين أما اليهود فكانوا قبل المغرب يتلقون في كنيسة يهودية مجاورة للمدرسة دروسا من رجل دين يهودي…

في هذه المدرسة كان المدير يهوديا وزوجته معلمة وأولاده من تلاميذها وبقية المعلمين مسلمون وأنا واحد منهم…وكان مديرها يحدّثنا وهو يبكي عن العذاب الذي لقيه مع اليهود من الألمان في الحرب العالمية الثانية، لما احتلوا صفاقس، هذا المدير هاجر مع عائلته سرا إلى إسرائيل بعد أن أخرج أثاثه ومتاعه سرا وليلا بواسطة سيارة نقل موتى اليهود..

حل المدرسة

في هذه المدرسة اكتشف المتفقد الطيب خماخم أن تلاميذها يتمتعون بعطل في الأعياد الوطنية والأعياد الإسلامية والأعياد اليهودية وهي كثيرة فيخسر التلاميذ، لذلك اقترح المتفقد على المسؤولين اليهود التخلي عن العطل في بعض أعيادهم، فرفضوا، ولذلك قرر المتفقد باتفاق مع وزارة التربية حل المدرسة…

رفضوا

وفي أكتوبر من سنة 1966 تم حلها وتوزيع تلاميذها ومعلميها وكنت منهم على المدارس المجاورة…بقيت المدرسة فارغة فطلبتها جمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية لرعاية القاصرين فيها تعليميا فرفض المسؤولون اليهود…فبماذا ستعلقون؟

أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى