صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام من صفاقس (8): الشيخ المربي علي بن عمر قدور 1884 ـ 1963

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…كان والده خليفة القايد الصادق الجلولي بصفاقس ولذلك لما بعثت السلطة الاستعمارية الفرنسية بصفاقس في أول القرن العشرين بصفاقس مدرسة عربية فرنسية لنشر اللغة الفرنسية وقاطعها الأهالي خوفا على أولادهم من ‘الكفر’…

أجبرت السلطة الأعيان ومن في الإدارة على تسجيل أولادهم في هذه المدرسة فأخرج الخليفة ولده من الزاويةً، وضمه إلى هذه المدرسة فتعلم اللسانين…العربي والفرنسي وخرج منها يحمل الشهادة الابتدائية…

دخل الفرع الزيتوني يجمع بين ثقافة دينية ولغوية أدبية، ويحضر مجالس الشيخ محمد بن يوسف الشهير بالكافي… لما تأسست بصفاقس مدرسة للبنات يتعلمن فيها الصناعة واللغة والدين من طرف نسوة معلمات لم يجد المسؤولون امرأة مسلمة معلمة لها ثقافة دينية فاختاروا لذلك الشيخ علي قدور لعلمه وثقافته وحسن خلقه…ودخل هذه المدرسة ولم يخرج منها إلا متقاعدا…

كان يحب الكتاب والمطالعة ولذلك شجع ولديه، حامد وأحمد ففتح كل منهما كتبية لبيع المجلات والكتب والأدوات المدرسية، وكان والدهما يتخذ من الكتبيتين مجلس لقاء بأهل الفكر والثقافة…وشجع على التأليف فنشر للشيخ الكافي (الشذرات الذهبية، والأحاديث القضاعية ومختصر شرح متن العاصمية) وألّف للتلاميذ وللناس كتابا عنوانه (مبادئ في الفقه والتوحيد)…
ولما شدّه وهن الشيخوخة لزم الفراش، ولما توفي ودعته صفاقس الأجداد بالرحمة وحسن الذكر فهل يذكره الأحفاد؟….
عن هذا أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى