صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (56): محمد الجموسي 1910 ـ 1982

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

محمد الجموسي من عائلة تنتمي للولي الصالح سيدي عبد الله الجموسي، وجدّه كان ممن قاوموا دخول فرنسا إلى تونس وحاربها في صفاقس فلما شدّه مرض دخل عليه جنود فرنسيون وفي فراشه ذبحوه…

وأبوه كان حدادا يحب النغم والسماع ولذلك كان لا يغيب عن مجلس الإنشاد في سيدي بلحسن الكراي…

النشأة

في هذا الوسط تربى، وفي المدرسة الابتدائية تعلم القراءة والكتابة واللغة الفرنسية وتلاوة القرآن بصوت حسن…ومنها انتقل إلى تونس يتعلم في مدرسة للصناعة صناعة فنجح بدبلوم في الميكانيك…

تمهر فيه لكنه كان مشغولا بالغناء يردد أغاني سيد درويش ويحاول التأليف والتلحين والغناء، حتى لقيه البشير الرصايصي صاحب شركة (بيضفون) لصنع الاسطوانات فعرض عليه أن يبعثه إلى باريس وفيها يسجل له أغانيه ففرح بالعرض وباركه طيلة سنوات كانت أغانيه فيها تصل إلى الناس عبر الحاكي فيعجبون به ويطربون…

بين الجزائر ومصر

ولما عاد إلى صفاقس قضى سنوات في جمعيات التمثيل ممثلا ومغنيا ثم سافر إلى الجزائر فوجد الترحيب والتقدير…وفيها التقى بالممثل المصري الكبير يوسف وهبي، فاقترح عليه السفر معه إلى مصر ليشاركه في مسرحياته وأفلامه بالغناء والتمثيل فرحب وسافر…ونفذ…ولأنه كان يحسن اللغة الإيطالية فقد مثل في ثلاثة أفلام بهذه اللغة…

استقبال حارّ

وبعد سنوات غياب عاد إلى صفاقس فوجد الناس يقدرون الفنان بعدما احتقروه، فقدم في المسرح البلدي سهرة استقبل فيها استقبالا حارا كنت مشاركا فيه…ولما فتحت إذاعة صفاقس استقبله مديرها المرحوم عبد العزيز عشيش بالتقدير والتشجيع فنصب خيامه فيها وألّف ولحن وغنى العديد من الأغاني لنفسه ولعدد من المطربين والمطربات وأكثر أغانيه كانت هادفةً، وقدم في التلفزة سهرات وللجالية العربية في الخارج سهرات…

الرحيل

كان مولعا بالشعر الشعبي والفرنسي، وفيه ألف ديوانا، كما كان صاحب نكتة نقدية ضاحكة…عاش أعزب، ولما مرض وجد الرعاية من الأطباء والممرضات حتى لفظ أنفاسه الأخيره فودع دنياه، وودعته تونس وصفاقس وداعا يليق بسيرته وتاريخه وآثاره التي بقيت مسجلة في الذاكرة والإذاعات والتلفزة…
كما أكرم أهل الفضل روحه فبنوا مسجدا في الأرض التي كان يسكنها وسموه مسجد الجموسي…
فهل تعرفون هذا ولماذا يبقى يُذكر الجموسي؟
أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى