صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (50): الحاج علي علولو 1874 ـ 1947

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…ثروة المال وثروة العلم أيهما أبقى؟ الجواب لدى صاحبنا علي علولو…لما تخرج من المدرسة الابتدائية دخل سوق التجارة مع أبيه مساعدا…وما مرت سنوات حتى حصل خلاف بينهما، فدفعته نفسه للهجرة، ركب الباخرة وسافر، وصل إلى الإسكندرية فدخل أسواقها..تاجر فيها، باع واشترى…

عاد إلى صفاقس

وذهب إلى القاهرة فطاف وشاهد وتاجر مدة، أعجبه السفر فأخذ الطريق، وفي سنوات طاف وزار وتاجر في أغلب المدن الشرقية…اكتمل جسمه ونضج عقله وأدى حجه، فعاد إلى أبيه في صفاقس…
رحب به، وشجعه على التجارة فعبّد طرقها، وأخذ يجمع ثروة مع ثروة، وعلى تجارة الزيت وتصديره ركز أعماله…
ويُقال…إنه كان يصدر الزيت في براميل عليها اسمه، مما جعل بعض الناس يظنون أن اسمه اسم مدينة الزيت…فكثُرت أمواله حتى صار أغنى أغنياء صفاقس ومالكي ضيعاتها وعماراتها ودكاكينها…يُشرف عليها أربعة محاسبين…اثنان تونسيان واثنان مالطيان…

من الثروة إلى الإفلاس

وفجأة وقع في الإفلاس وصار فيه حديث الناس…قيل مما قيل…إن اليهود الذين كانوا سادة في تجارة الزيت تضرروا منه، فاتفقوا، وأعدوا له خطة أوقعته في الفلس…

هذه الرواية رويتها لحفيده الدكتور محمد علولو فكذّبها ونفى العداوة بينه وبين اليهود، ولكنه قال: إن جدي كان يتعامل مع البنوك العالمية، وفي ذلك الوقت وقعت بعض البنوك الأمريكية في الإفلاس، فتضرر في أوروبا وغيرها الكثير ومنهم جدي…ووصل به الحال إلى تجريده من ثروته، ولم يتركوا له غير جنان وبرج في طريق العين بصفاقس يكمل حياته فيه…

ثروة العلم

قبِل البلية بقوة إيمانه صابرا…وخرج بدرس ينشره بين الناس وقد عاد أولاده الثلاثة من فرنسا يحملون شهادات العلم والنجاح…فعبد الرحمان محام، ومحمد محام، وأحمد دكتور في الطب…
كان يقول: كل ثروة عرضة لداء الإفلاس إلا ثروة العلم…وبالعلم بقيت عائلته مرفوعة الرأس…ولذلك شارك في الثورة ضد قاضي صفاقس لما خالفت زوجته آداب الشريعة الإسلامية في حفل عرس ابنتها، ولما تحركت الثورة الفلسطينية مد يده…
ولما حان أجله استقبل الموت وهو على سجادة الصلاة يقرأ القرآن…ما قولكم؟
أليست في سيرة الحاج علي علولو دروس وعبِر حول الثروة؟
أسأل وأحب أن أفهم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى