صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام من صفاقس (4): الشيخ الإمام محمد بن محمد بن محمود السلامي ـ 1876 ـ 18 فيفري 1968

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…وُلد بصفاقس فاعتنى به جده، حفظ القرآن على يديه قراءة، ثم أدخله الزاوية فحفظ القرآن كتابة كما تعلم بعض الأحكام الفقهية والقواعد اللغوية…

ومنها انضم إلى التعليم الزيتوني بفرع صفاقس فدرس على كبار المشائخ، ولينجو من التجنيد سافر إلى تونس يشارك في امتحان الشهادة العسكرية…اغتنم الفرصة فانضم إلى التعليم الزيتوني بجامع الزيتونة، وفيه درس وطالع الكثير من الكتب، وجلس لدروس كبار المدرسين مثل الشيخ سالم بوحاجب…

يُقدم الدروس

ولما نجح في امتحان شهادة التطويع عاد بها إلى صفاقس يتولى عدالة الإشهاد ويتطوع لتقديم دروس لتلاميذ الجامع الكبير وبعد سنوات سُمي مدرسا، وعُين نائب جمعية الأوقاف، وفي الثلاثينات سُمي إمام جمعة بالجامع الكبير فلُقب (الشيخ الإمام)، كما كُلف بتقديم دروس في الفقه واللغة العربية لتلاميذ المدرسة الثانوية…
كان حريصا على التكلم باللغة العربية والاستشهاد بالقرآن والحديث والشعر …سألته يوما وقد كثر في تونس الخلاف السياسي، لأي حزب تنتمي؟

فقال بسرعة (حزب الله)، وكان متمسكا بالمذهب المالكي، ولذلك لما أنهى يوما صلاة الجمعة طلب منه الشهيد الهادي شاكر أن يُصلي بالناس صلاة الغائب ترحما على المناضل الدكتور الحبيب ثامر الذي سقطت به الطائرة وهو في طريقه إلى كراتشي ليشارك في مؤتمر سياسي إسلامي، فاعتذر الشيخ الإمام محمد السلامي عن الصلاة بقوله، هذه صلاة غير مشروعة في مذهب مالك…رفض الصلاة فهوجم من بعض الحزبيين بما لا يليق، فلم يرد عليهم…

صفاقس تودعه

ولما وهن به العظم واشتعل رأسه شيبا تقاعد، ولزم بيته، يستقبل زوّاره، ويجيب عن أسئلتهم حتى حان أجله فودع الدنيا الفانية وودعته صفاقس في جنازة تليق بعلمه ورسالته وبأخلاقه، وقد ترك خطبا فيها العلم والوعظ، كما ترك قصائد إخوانية لطيفة، وأولادا بررة كبيرهم المعلم علي، وأوسطهم الشيخ الزيتوني الأستاذ المتفقد محمد التوفيق السلامي…وقد لحق به أولاده بعد سنوات…
فهل يذكره أحفاده؟ ولماذا تناسته صفاقس؟ أسأل وأحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى