صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس عاشوا، ثم ودعوا: الأستاذ الحبيب الشعبوني

Mohamed Habib Sallami ce
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا أبوه المرحوم عبد السلام الشعبوني تاجر الحلي، وأمه المؤدبة حميدة بنت الحاج علي المصمودي…ولد بصفاقس بعد إخوة سبقوه فنجحوا…ولد ليكون كأخوته مربيا، ولد ليكون شاعرا كما كان بعض إخوته….

في المدرسة

ولد الحبيب الشعبوني سنة 1946، بعد أن ولد أكبر إخوته محمد الشعبوني سنة 1928…دخل المدرسة الابتدائية فنجح ومنها انتقل إلى التعليم الثانوي فقضى سنوات توجت بحصوله على شهادة الباكالوريا، وبها دخل الجامعة، وتوجه لكلية الآداب، فكان له فيها نشاط سياسي وثقافي وتفوقه في الدراسة أهله للحصول على الإجازة في اللغة والآداب العربية…

دخل التدريس

وجد أبواب التدريس في المعاهد الثانويةً، مفتوحا ليكون فيها أستاذا مدرسا فأقبل ودرس وعلم وفاز بتقدير التلاميذ…وبعد سنوات قضاها مدرسا لكفاءته عُين مديرا للمعهد الثانوي الحبيب ثامر…ومن الوفاء للزعيم الوطني الحبيب ثامر أقول إنه كان طبيبا، وكان مناضلا وطنيا سياسيا منتميا للحزب الحر الدستوري التونسي وعضوا في ديوانه السياسي…

كلمة عن الزعيم الحبيب ثامر

ولما حطت الحرب العالمية الثانية ونصبت خيامها في تونس وكان أغلب الزعماء في المنفى تولى الحبيب ثامر قيادة الحزب ومال لدول المحور: ألمانيا وإيطاليا…ولما انهزمت ألمانيا وعادت فرنسا لتونس هاجر الزعيم الحبيب ثامر للشرق هربا من انتقام الفرنسيين، وفي الشرق أدى مع الحبيب بورقيبةًً دورا نضاليا للتعريف بقضية تونس…
وفي نهاية 1949 دُعي للمشاركة في مؤتمر إسلامي سياسي بكراتشي ببكستان، فركب الطائرة وسافر…وفي الجو سقطت الطائرة بمن فيها، واستشهد الزعيم الطاهر النظيف الحبيب ثامر…وبارك الله في كل مؤسسة في التعليم أو في الصحة تحمل اسمه كالمعهد الذي أداره الحبيب الشعبوني سنوات عديدة…

ولأن الحبيب الشعبوني كان محبا للثقافة المسرحية والأدبية وكان مشاركا في نادي القصة والشعر بصفاقس فقد عُيّن مندوبا مديرا للجنة الثقافية..وبعد سنوات عاد إلى التعليم فكان متفقدا ماليا وإداريا للمعاهد الثانوية…

أبناء الحبيب الشعبوني

تزوج السيدة الأستاذة سارة كمون التي درّست في المعاهد، وشاركت المرأة في دفاعها عن حقوقها فكانت في الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، وكانت عضوا في بلدية صفاقس، ونائبة في مجلس النواب، وكانت في البيت والأسرة الأم التي أنجبت من زوجها الحبيب أربعة أولاد…
درة وهي إطار طبي بالمستشفى…الدكتور محمد طبيب جراح..مريم صيدلانيةً، وعبد السلام نظاراتي…
قلت في البداية: إن الحبيب الشعبوني كان شاعرا…وأقول: بعد أن تُوفي سنة 1999…جمعت بعض قصائده، وقدمتها مع تعريف به وثقافته فنشرت بـ مؤسسة البابطين الكويتية للشعر والثقافة…

ودّع الدنيا

توفي رجل الأدب والتعليم والثقافة الحبيب الشعبوني وهو صغير مازال في عطائه، لأن أجله قد حان ولعله قد عجّل لنفسه بموته بإدمانه على التدخين، أقول هذا ليأخذ الشباب منه درسا وعبرةً…ونبقى نترحم عليه ونذكره بما نفع به البلاد والعباد…فبماذا سيذكره الأصدقاء وبماذا سيذكره الإطار التربوي والتلاميذ في المدرسة الإعدادية المجاورة لـ معهد الحبيب ثامر وتحمل اسم الحبيب الشعبوني؟
بماذا سيذكرونه لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى