محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام من صفاقس (3): الشيخ محمد بودية/ـ 16 ماي 1881 ـ 7 جوان 1974

كتب: محمد الحبيب السلامي

…هو شيخ في العزف والغناء القديم…عاش يتيما، فقد توفي والده بعد أربع سنوات من ولادته، وتوفيت أمه وعمره ثماني سنوات…كفلته عمته، فوجّهته للزاويةً وفيها حفظ القرآن…

ومن الزاويةً خرج للصناعة، احترف النجارة ثم البناء…ووجهته عمته لفرقة العوامرية المشهورة بصفاقس وفيها حفظ المدائح والأذكار، والمالوف، وتعلم العزف على عدد من آلات النفخ والوترية…

ولما ظهر اسمه كوّن لنفسه فرقة تحيي الحفلات العامة في ساحات صفاقس وتحيي الأفراح والأعراس…حتى ظهرت الفرق العصرية في الغناء والعزف، فـ أفل نجمه، واضطر إلى أن يكون دلالا في سوق الذهب والحلي…
ولما ظهرت سياسة إحياء الفولكلور، وفتحت إذاعة صفاقس..دُعي إليها، وصار نجمها الساطع وعلى الألسن تتردد الأغاني القديمةً التي رواها ونشرها…
كما صار يبعث باسم إذاعة صفاقس لإحياء حفلات في الخارج نالت الاستحسان والتكريم، وممّن كرّموه الرئيس بورقيبةً وأمير الكويت…
عاش سنوات يتمتع بسمعة طيبة وتنشر صوره في وسائل الإعلام حتى حان أجله فودعته الثقافة في صفاقس وتونس بحسن الذكر والثناء…
ومرّت على وفاته أكثر من أربعين سنة…فتنوسي…فلماذا يُنسى؟
أسأل وأحب أن أفهم…