محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام دخلوا إذاعة صفاقس ثم ارتحلوا: عمر الحبيّب 1929 ـ 2010
كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا الرجل عمر الحبيب كشّاف، وُلد كشافا، عاش كشافا…بعد أن اكتشف في صغره اللغة العربية والفرنسية مد يده للأرض يكتشف أسرار الأرض وما يخرج من الأرض من نبات فهو الصفاقسي ابن الأرض…
وللأرض في حياته قوانين اكتشفها في المدرسة الفلاحية بزغوان..فيها علم وتعلم ومنها تخرج بالدبلوم الفلاحي…والفلاحة لها آلات اكتشفها وهو يعمل في مؤسسة ‘المحرك’…
دخل إذاعة صفاقس
الفلاحة لها في الدولة وزارة وفي كل ولاية إدارة، والإدارة الفلاحية في صفاقس اكتشفته فانتدبته…وعبد العزيز عشيش مؤسس إذاعة صفاقس وهو الصفاقسي رأى أن صفاقس الفلاحية في حاجةً لمن يوجه أهلها للعناية بفلاحة الأرض فاكتشفه وانتدبه..
قَبِل عمر الحبيب الدعوةً، وانتصب أمام ميكروفون إذاعة صفاقس، وقد استعان إذاعيا مع الإذاعيين…الهادي المزغني، والمختار اللواتي، وعمر قدور، ومع عمر قدور التقى طويلا (عمران) حول برنامج إذاعي فلاحي عنوانه (الأرض)…فيه يُقدم عمر قدور الأسئلةً وفيه يكشف عمر الحبيب الفلاحة من منظور علمي، والفلاحة من منظور تجريبي حسب قاعدة (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب) فقد كان صاحبنا يتصل بالفلاحين مباشرة فيعطيهم ويأخذ منهم فيفيد…
مدير للمدرسة الفلاحية
اكتشفته وزارة الفلاحة فانتدبته مديرا للمدرسة الفلاحية بسيدي بوزيد، وعلى يديه تخرّجت إطارات أفادوا الأرض والنبات…وجاءت فترة التعاضد فضمه المهندس حسونة المزغني المسؤول عن التعاضدية الفلاحية للجنة التكوين والتوجيه الفلاحي، و بخبرته اكتشف أن سوق الجملة في صفاقس في حاجة إلى تنظيم وتجديد فنظم وجدّد…
خبير فلاحي لدى المحاكم
ولـ خبرته عُيّن خبيرا فلاحيا فأعان القضاء وأفاد…لما تقاعد تفرغ للعمل الخاص فبعث (دار الفلاح) فيها صار يستورد (الفلوس) وفيها عرض آلات صنع العلف، حتى اكتشف أن عليه أن يرتاح بعد أن أدى واجبه الوطني الفلاحي بروح الكشّاف الفلاح في إذاعة صفاقس طيلة ثلاثين عاما، وفي إدارات فلاحيةً واصل دوره مع الأسرة في البيت ينعم بالتفرغ لأنس ومودة زوجته ويرتاح لـ نجاح أولاده في العلم والعمل، حتى اكتشفه الموت فدعاه فلبى وودع الدنيا بنفس راضية…
وودعه أهله وأحبابه وصفاقس في الأرض من الدار الفانية إلى الدار الباقية بالرحمة وحسن الذكر…فماذا يضيف الأصدقاء لأكتشف عمر الحبيب وأفهمه أكثر فأنا أحب أن أفهم؟؟
