صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس: الأستاذ الحبيب بن حسونة اللوز 1909 ـ 1990

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ولد الحبيب بن حسونة اللوز في صفاقس وسط عائلة اندمجت مع الحضارة والمدنية الوافدة، لكنه في مرحلة التعلم بعد نجاحه في التعليم الابتدائي وتمكنه من اللغتين العربية والفرنسية توجه نحو التعليم الزيتوني…

أول وكيل شرعي في صفاقس

ففاز بشهادة التطويع التي فتحت له الباب لـ ينخرط في مدرسة الحقوق، قضى فيها سنتين وخرج منها بشهادتين…بهما تمكن من أن يدخل صفاقس ليكون فيها أول صفاقسي وكيلا شرعيا ليس له أن يتحمل وينوب قضائيا إلا في قضايا الأحوال الشخصية والحقوق الشرعية، ومع ذلك كان الكثير من أهالي صفاقس يرجعون إليه ويستشيرونه في القضايا المدنية والجنائية والسياسية لثقتهم في سعة ثقافته القانونية وخبرته…

دخل المحاماة

ولما استقلت تونس، ووحّد الرئيس بورقيبة القضاء صار الوكلاء الشرعيون محامين مثلهم مثل المحامي الذي يحمل الإجازة في الحقوق من كليات الحقوق…ومن هنا فتح مكتبه للمحامين المتربصين وعددهم كثير…وكان بمعارفه وخبرته وحسن أخلاقه يستفيدون منه في تفكيره وتوجيهاته…

باشر المحاماة من سنة 1935…ولم يتقاعد إلا في سنة 1987، و تقديرا لكفاءته وصدقه في أداء رسالته وُشح صدره بوسام الجمهورية…كانت له صفحات تاريخ وطني نضالي لم يكن يتحدث عنها ولا يطالب بمكافأة عليها…

مواقف وطنية

ولما طالعت كتابا صدر منذ سنة أو سنتين عنوانه (الحركة الوطنية بجهة صفاقس) تأليف الدكتور عبد الجليل بن عباس وجاءني هدية من الأستاذ الطاهر كمون الذي قضى سنوات في مكتب الحبيب اللوز اكتشفت أن الأستاذ الحبيب بن حسونة اللوز كانت له مواقف وطنية في حزب الشيخ الثعالبي بصفاقس مع المناضل علي القرقوري..

كما كانت له مواقف وطنية بحزب بورقيبة في صفاقس بقيادة الزعيم الشهيد الهادي شاكر، ولذلك صدق الذين قالوا ويقولون: إن بورقيبة لما انفصل عن حزب الثعالبي وزار صفاقس ليُعرّف بحزبه قال: أنا أراهن في صفاقس على عائلة اللوز…

شجع أبناءه على النجاح

قلت في بداية تدوينتي: إن عائلة اللوز كانت سبّاقة للحضارة والمدنية، ومع ذلك توجه الحبيب بن حسونة اللوز للتعليم الزيتوني فإني أقول: هذا الحبيب الذي كان مسلما مدنيا في لباسه وأناقته ومجالسه ساير المدنية والحضارة الوافدة…سايرها في أفضل ما فيها فشجّع أولاده الذكور والإناث على الارتواء من مناهل العلوم العصرية، فارتقى ولده رضوان في سلم النجاح فكان مهندسا شرّف صفاقس فبعث فيها أول معهد عال في الهندسة، ولثقافة ابنته الكبرى تزوجت الزميل الصديق الأستاذ المؤرخ رشيد كمون أول متفقد للتاريخ بصفاقس، كما تزوجت ابنته الأستاذ الدكتور فاروق الشرفي الذي شرّف صفاقس فكانت له اليد الطولى في تأسيس عيادة متطورة عرفت باسم (ابن نفيس) ووثّق المرضى فيها وإطاراتها…
هذا الرجل العلم الصفاقسي الذي قدمته مَن مِن الأصدقاء له ما يضيف عنه لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى