محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (115): جميلة بنت عبد الله بن الحاج أحمد السيالة 1909 ـ1997

كتب: محمد الحبيب السلامي

كانت البنت في زمن جدتي وأمي تبقى في البيت لا تتعلم غير عادات الأسرة، وقد تتعلم الخياطة وسورا من القرآن وأحكاما فقهية من (دار المعلمة) وقليل من البنات يتعلمن القراءة والكتابة ويحفظن القرآن في الزاوية…

وكانت البنت قبل زواجها لا تركب الحمار إلا وهي تدلي رجليها معا على جنب واحد من جنبي الحمار…حفظا لبكارتها، فإذا تزوجت ركبت الحمار على ظهره كما يركب الرجال…

تحصلت على الابتدائية

لذلك لما تعلمت السيدة جميلة في المدرسة، وتحصلت على الشهادة الابتدائية، ولما ركبت الدراجة كما يركبها الرجال وسارت بها في الشوارع أمام الناس، كانت حديث الناس وبقيت في تاريخ صفاقس تُذكر وتُروى بشيئين (هي أول صفاقسية نالت الشهادة الابتدائية)…(وهي أول صفاقسية ركبت الدراجة)…

تعزف على البيانو

وإذا عرفنا أنها كانت تعزف على بعض الآلات الموسيقية واختصت أكثر بالعزف على البيانو…وإذا عرفنا أن أخاها هو المرحوم صالح السيالة المناضل الحزبي في حزب الشيخ الثعالبي مع المناضل المرحوم علي القرقوري، وعرفنا أنها تزوجت المناضل التاجر المرحوم عامر بوريشة وبعد أن أنجبت منه أولادا لهم في تاريخ صفاقس تاريخ فارقا فهمنا وأدركنا مدى ذكاء وتفتح جميلة السيالة على المدنية والحضارة…
وفهمنا لماذا بقيت تذكر وسيرتها تروى فمن من الأصدقاء يروي شيئا عنها يفيدنا به لنزداد فهما…وأنا أحب أن أفهم…