صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (116): الممرض علي العش 1910 ـ 1956

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

من وسائل علاج بعض الأمراض…حفظكم الله من كل مرض…الحقنة…وحقنة الجلد اكتشفها تشالز الفرنسي سنة 1853 …وحقنة الوريد اكتشفها بعد عامين عالم اسكتلندي….

لما نزلت الحماية الفرنسية على تونس بداية من سنة 1881، دخل الأطباء الأجانب تونس، وصاروا يصفون الحقنة دواء لبعض الأمراض، والحقنة تحتاج إلى ممرض عارف يحقن بها المريض…والمريض قد يكون في البيت، فأين الممرض الذي يذهب إلى بيوت المرضى؟

المؤتمر الافخارستي

لما عقدت الكنيسة المسيحية بتونس المؤتمر الافخارستي سنة 1930، بمناسبة مرور خمسين سنة على احتلال تونس…قرر المؤتمرون بعث فريق من الراهبات (الصبايا التائبات) بالمدن التونسية الكبرى، بدعوى أنهن يدخلن لبيوت المرضى وعلاجهم وتمريضهم وحقنهم وخاصة النساء..

وقد تبين أن غرضهن الأساسي هو التبشير بالدين المسيحي بعقد الصحبة بالمرأة التونسية ..في هذه الأجواء ظهر الممرض علي العش..

روح النضال

ولد سنة 1910 وبعد أن تعلم ونجح بالشهادة الابتدائية دخل مدرسة الصحة بتونس فنال منها شهادة ممرض، اغتنم فرصة وجوده بتونس فدخل مستشفى عزيزة عثمانة يتمرّن على أيدي الأطباء والممرضين…

ومن تونس رجع إلى صفاقس فقضى في المستشفى سنوات…وبروح النضال فيه صار يطوف على بعض المرضى لعلاجهم في بيوتهم، وفي سنة 1938 فتح في صفاقس أول محل للتمريض قرب جامع بوشويشة، فكان يستقبل المرضى لتضميد جراحهم وحقنهم وتوجيههم…
ولأن الإقبال عليه كان شديدا فقد انتدب الممرض عبد العزيز الغراب ليتولى حقن ومعالجة المرضى في البيت…

عمر قصير

أدى رسالة إنسانية، وقطع الطريق على الراهبات في عمر قصير، فقد زاره الموت وهو في السادسة والأربعين من عمره، فودعه أهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر، وترك ذرية صالحة منهم ابنه الدكتور فيصل العش…فبماذا يعلق الأصدقاء وماذا يضيفون؟؟
أسأل وأحب أن أفهم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى