صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: الحاج عبد الجليل الطرابلسي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هو الحاج عبد الجليل الطرابلسي المولود بصفاقس سنة 1911…هو ابن الوجيه التاجر الحاج يوسف الطرابلسي، أخوه التاجر المناضل عبد الوهاب الذي توفي وهو يؤدي فريضة حجه، وأخوه الشاب الدستوري المثقف الصيدلاني محمد…

مسيرة موفقة

هو الذي أنجب ابنته هدى، وعلمها، وجعلها تدخل ميدان الصناعة وتدعم أولادها، وتمد يدها الطيبة الكريمة للجمعيات الاجتماعية، وتتولى المسؤولية بصدق في جمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس طيلة سنوات…
والحاج عبد الجليل هو الذي أنجب ابنه المتعلم المثقف (محسن) الذي أثبت كفاءته في بعث المشاريع، فقد أسس في تونس العاصمة مغازة كبرى، وأسس سوقا عصرية من دكاكين وكانت يده سخية في مساعدة الجمعيات الاجتماعية…

مشهور بتجارة الزيت

هو الحاج عبد الجليل الذي أخذ حظه من العلم والثقافة ثم دخل ميدان التجارة والصناعة، فكان مشهورا بعصر الزيتون في المعاصر، ومن المشهورين بتصدير الزيت إلى الخارج…هو الذي دعم الاتحاد الوطني للفلاحة، ودعم البنك الفلاحي…

هو الحاج عبد الجليل الذي دعم جمعية الثقافة والتعاون المدرسي، ودعم زاوية الحاج خليفة الطياري، ودعّم بحضوره كل الاجتماعات الدينية والثقافية…هو الذي كان مواطنا صالحا صادقا حاضرا بماله، في مساعدة من تضرروا بالمجاعة في الجنوب التونسي في عهد الحماية، في مساعدة المناضلين في الجبال أيام الثورة الوطنية سنة 1952…والسنوات التي تلتها…

كفاح من أجل الاستقلال

هو الذي كان مع الزعيم الشهيد الهادي شاكر في نضاله، وكان هو الذي يتلقى المساعدات المالية التي يجمعها الحزب الحر الدستوري التونسي لتوجه إلى بورقيبة في سنوات هجرته في الشرق العربي للتعريف بالقضية التونسية…فكان الحاج عبد الجليل يوجه المساعدات إلى أهله المقيمين بالاسكندرية مع كبيرهم الرجل الوطني الفاضل الحاج يونس الطرابلسي وعائلة الطرابلسي في الإسكندرية تسلم المساعدات للزعيمين، بورقيبة والحبيب ثامر…

خدم الإسلام

هذا الحاج عبد الجليل، هو الذي فتح في الأربعينات مع أخيه عبد الوهاب بيت الأسرة في رمضان لقراءة القرآن وصلاة التراويح، فجعلا لذلك أمام البرج مكانا خاصا واسعا يتسع لأفراد العائلة والجيران وغيرهم، ورتّب لإمامتهم وتوجيههم في قراءة القرآن المؤدب العالم بقواعد التجويد صاحب الصوت الجميل قاسم شيحةً…
وكان الحاج عبد الجليل مرحبا بكل حاضر ومن بينهم جار بيت الطرابلسي الزعيم الهادي شاكر…وفي الليلة الأخيرة من رمضان يتم الختم الكبير ويوزع عبد الجليل على ضيوفه الفطاير والمثلجات…

ودع الدنيا

هكذا عرفت صفاقس الحاج عبد الجليل الطرابلسي، في حياته ونشاطه ونضاله، ولما حان أجله سنة…1972….ودعه أهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى