الصريح الثقافي

ليلى ڨدرية: سعيت لأكون فنانة تشكيلية..بأجنحة للتحليق…

كتب: شمس الدين العوني

… سفر قريب و بعيد يرى وفقه تلك الخربشات المعتقة و البريئة على جدار الزمن و هو يعبر الكائن..و هكذا كانت الفكرة الملونة مع فنانة رافقت أحلامها و استعادت أفعال ريشتها على الورقة تبدي ما تراه تعبيرات جميلة تترجم ما يعتمل في الذات و ما يخالجها من هواجس و عواطف و أفكار..

أعمال متنوعة

تنوعت الأعمال في هذا الدرب الملون و كان للدراسة مجال وللصحافة عنوان و مسار دراسي لتمر السنوات و تعود بحميمية و قوة تلك العلاقة بالقماشة و التلوين و الرسم تناغما و تلاؤما مع رغبات تجددت بفعل السنوات و هي تحفر حركاتها على جدران الذات ..
هذه الذات الحالمة بتحويل الأمكنة و العالم الى علبة تلوين لفسح المجال للمرح القديم مثل أطفال تغريهم لعبة الورقة و الأقلام ..لعبة الرسم في شغف لا يضاهى..

سفر مع الفن والرسم

ها هي الفنانة التشكيلية تمضي في سفرها مع الفن و الرسم و الاقامة في ورشتها تلهو بتلوين فضاء القماشة و مع كل لوحة تكتشف شيئا من ذاتها التي هي بمثابة المعترك لعواطف و أحلام شتى و هذا فضلا عن أنشطتها مع الأطفال حيث الدربة على الرسم و الترغيب فيه وفق عديد التعبيرات الثقافية بين المطالعة و الرسم و الموسيقى و الفن هنا بمثابة الحاضنة قبالة عالم متغير الأحوال و الأحداث ليكون التعبير الفني مجال وئام و سلام و جمال …

عوالم متعددة

الفنانة التشكيلية ليلى ڨدرية ..تشربت من عوالم متعددة لتكتشف في الفن رغباتها في كثير من طفولة و أصالة و حنين حيث بهاء المشاهد و تنوع الوجوه و حالاتها و التراث و اللباس و الطبيعة الميتة …في تعبيرية حالمة و أحيانا في شيء من الفانتاستيكية ..
الفن عندها عالم مخصوص و ملاذ للقول بالذات و هي تجاه العالم و الآخرين..و في هذا السياق و عن هذا الحيز من فسحتها الفنية تقول “…أنا أصيلة الساحل تحديداً من بلدة قصيبة المديوني .. خريجة معهد تونس للصحافة بدأت مسيرتي الفنية متأخرة رغم ممارستي للرسم منذ طفولتي كرسامة تشكيلية أنطلق مشواري منذ 5 سنوات قمت فيها بالعديد من المشاركات في تظاهرات محلية و جهوية بمشاركة مجموعة من الفنانين .. في شهر أفريل 2023 قمت بمعرض شخصي بالمركب الثقافي بالمنستير تحت عنوان ” العين الثالثة” … كل لوحاتي أو أغلبها تحاول أن تنفذ الى روح المرأة لتحاورها و تغوص في أعماق شخصيتها بتعددها واختلافاتها .. و ربما تذهب أبعد من ذلك لتكشف ما تجهله المرأة عن نفسها ، اختلافها ، تفردها ، شخصيتها ، الجوانب المخفية من عالمها الروحي .. و لهذا كان عنوان المعرض…

العين الثالثة

” العين الثالثة ” و هي عين البصيرة أو عين الروح التي تأخذ المرأة إلى بعد آخر ، تكتشف فيه ذاتها ، خصوصيتها و تفردها ، ضعفها و قوتها و تحلق فيه بأجنحة لوحة تحملها من عمق ذاتها لتخترق بها أبعادا كونية لا متناهية .. أروم الذهاب فنيا ضمن المنحى السريالي أو الفانتاستيكي و في عملي الفني ككل سعيت لأكون الفنانة التشكيلية التي لها أجنحة تمكنها من التحليق بأفكارها و تجسيدها عبر عالم من الخيال و الألوان الساحرة التي تتشكل في عالم المرأة بعد أن تكرست فيها عناصر الطبيعة المنسجمة مع تفاصيل الوجه النسائي في انسيابية للألوان و الأشكال المتداخلة و التي تجعل من اللوحة متناسقة ومتناغمة مع الفكرة .. و من لوحاتي ” الوجه الآخر ” و ” صحوة إمرأة ” و ” شاكيرا ” و ” هايوكا ” وسلام روحي ” و ” الرغبة “…
بالنسبة للوحات الواقعية عملت فيها على إبراز المرأة في تراثنا دون تخصيص حقبة تاريخية معينة .. و لكن ركزت فيها على جمالية اللباس و تفاصيل الحياة اليومية و قد تلاحظ وجود الحيوان في أغلب اللوحات كرمزية للبراءة و الطيبة و الرقة التي تميز المرأة العربية..

تحقيق الذات والوجود

لا يعتبر الفن التشكيلي بالنسبة لي متنفسا لضغوطات الحياة فقط ، بل هو تحقيق للذات والوجود ، هو رحلة موازية للواقع المكبل بالحدود المادية .. هو انطلاقة نحو الكون اللامحدود في الزمان و المكان .. هو ريشة تحلق في سماء لا متناهية من الخيال و الالوان و السحر .. لم أعرف نفسي منذ نعومة أظافري إلا و الريشة سلاحي و الألوان عالمي و الخيال بساطي نحو تحقيق عالم من الجمال و السلام و المحبة و الكمال .. ربما نحن الفنانون نحس دائما بعدم انتمائنا لهذا العالم و ان حلمنا أكبر من حدوده المادية الخانقة .. لهاذا نحتاج دائما الى وسيلة لإخراج هذه الخلجات التي بداخلنا أن كان ذلك بالكلمة أو بالريشة أو بالموسيقى .. و قد كان سلاحي منذ الصغر هو الريشة أو قلم الرصاص ..

لا انضباط ولا حدود

أرسم على أي شيئ و لا أنضبط في حدود مدرسة أو تقنية معينة .. أحب أن أنتزع ما بداخلي من فوضى و أصبها ألوانا طافحة على قماش أو جدار أو ورق ..”.
هكذا تواصل الفنانة تجربتها في هذا المجال الفني التشكيلي حيث اللوحات عالمها الذي تبث فيه شيئا من تداعياتها و رؤاهى و هواجسها و أحلامها و هي تعد لمعرضها الخاص القريب خلال سنة 2024 برواق بالعاصمة لتبرز شيئا من منجزها الفني الجمالي في معرض شخصي بعد مشاركات فنية متعددة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى