صالون الصريح

عيسى البكوش يكتب: شهادة للتاريخ في تسمية ‘دار الشعب’

issa bakouche
كتب: عيسى البكوش

جاء في الخبر أنّ دار الثقافة بمساكن، احتفالا بالدورة الثانية لمهرجان فيلم التراث، تقدّم العرض السينمائي الذي أعدّ في إحدى ورشاتها تحت عنوان ‘دار الشعب’، ويضيف الخبر أنّ الرئيس الحبيب بورقيبة هو الذي سمّاها كذلك…

صاحب الفكرة

والأمر صحيح إلا أنّه يجب التذكير بأنّ الرئيس الراحل بورقيبة إنّما قرّر تعميم التسمية على كلّ الدور انطلاقا من وقوفه بنفسه على أشغال أوّل دار أنشئت بمدينة أريانة سنة 1958 واختار لها المـُنعّم مصطفى الحجيج رئيس البلديّة آنذاك هذا الاسم الذي هو من بنات أفكاره.
ولقد ارتأى من وراء ذلك تمكين فروع المنظمات القوميّة والكشافة واتحاد الشغل والمصائف ..إلخ… والجمعية الرياضية المحلية من فضاء رحب للقيام بأنشطتها مع منح كلّ واحدة منها مكتبا لاجتماع هيئاتها.
وفعلا، لقد تمكّن جيلي من قضاء أوقات ممتعة ومفيدة بين جدران هاته الدّار وبخاصّة قاعتها الكبرى التي احتضنت العديد من الورشات: مسرح ـ سينما ـ تسفير الكتب…، وكذلك مكتبة هي الأولى بالمدينة.
لقد سُرّ الزعيم بهذا الإحداث وهو الذي كان يمرّ باستمرار قادما من قرطاج فخاطب الشعب مشيدا بهذا الإنجاز وحاثّا بقيّة المسؤولين المحليين على الاقتداء.

أوّل روضة بلدية

وللرئيس الحجيّج مآثر أخرى فهو الذي أنشأ أوّل روضة بلدية في البلاد قاطبة، وهو الذي أحدث منتزه بئر بلحسن واعتبره منتزها وطنيّا يضمّ كافة المجال، والذي شيّدت بعده شركة SNIT حي أريانة العليا، وهو الذي أحدث الملعب البلدي بأريانة الذي يحمل اليوم اسم المختار بن رمضان، وهو الذي أنشأ أولى المدارس بعد الاستقلال: إعداديّة 18 جانفي 1952، ومدرسة طريق بنزرت التي آن الأوان لإسنادها اسم مؤسّسها، وهو الذي أنشأ السوق المركزية، وقد دشّنها الرئيس بورقيبة بنفسه عام 1962.
إنّ الله لا يضيع أجر المحسنين، هذا ما وعد به الخالق في كتابه المبين أي القرآن الذي تعلّقت همّة المنعّم مصطفى الحجيج بتشييد دار له مثلما تمّ والحمد لله في مدينة سوسة، ولكنّ المنيّة أدركته، والأعمال كما جاء في الحديث إنّما هي بالنيّات.
رحم الله هذا السلف الصالح وجازاه عنّا كلّ خير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى