يتواصل منذ أسابيع تواجد أعداد كبيرة من أفارقة جنوب الصّحراء بمحيط مركّب “رباط المدينة” بمنطقة باب الجبلي، القلب النّابض لمدينة صفاقس، وتتواصل بالتّالي حالة الاحتقان في صفوف متساكني الجهة بسبب الوضع المزري الذي أصبحت عليه المنطقة نتيجة تكدّس الفضلات وانبعاث الرّوائح الكريهة…
خاصّة وأنّ الموقع غير مؤهّل لاستيعاب مثل تلك الأعداد من المهاجرين أفارقة جنوب الصّحراء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السّماء، ويقضون حاجتهم البشرية بالمكان، وسط ظروف أقلّ ما يقال فيها أنّها تسيء حتّى إلى سمعة تونس ولا تحفظ كرامة هؤلاء المهاجرين.
أضرار مادّية ومعنوية
الهيئة المديرة لنقابة مالكي المركّب التجاري والإداري “رباط المدينة” بمنطقة باب الجبلي بصفاقس نظّموا منذ بداية شهر جويلية الماضي عدّة تحرّكات احتجاجية أمام المركّب وذلك أمام “تواصل الضرر المادي والمعنوي الحاصل لهم بسبب الوجود المكثف للمهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء في مداخل المركب بشكل دائم ومستمرّ وما نجم عن ذلك من تداعيات وانعكاسات سلبية”.
كما أنّ هناك استياء في أوساط أصحاب العيادات والمكاتب والمحلات التجارية والخدمات المختلفة المتواجدة بمركّب “رباط المدينة” من تواصل صمت السلط العمومية إزاء الأضرار المادّية والمعنوية التي لحقت بمصالحهم المهنية جرّاء عزوف المرضى والحرفاء عن دخول المركّب.
شكاية ونداء للسّلط
وكانت نقابة مالكي المركّب التجاري والإداري “رباط المدينة” بمنطقة باب الجبلي بصفاقس قد أعلنت في وقت سابق أنّها “تقدّمت بشكاية لوكيل الجمهورية للمحكمة الابتدائية بصفاقس بتاريخ 13 جويلية 2023 وبمطلب للتّدخّل العاجل من قبل والي صفاقس بالنيابة بتاريخ 12 جويلية 2023، إلا أن السلط الأمنية لم تتدخل لإخلاء محيط المركب التجاري والإداري من المهاجرين الموجودين ليلا نهارا بشكل عشوائي ودون وجود أية مرافق صحية أو دورات مياه”.
امتعاض
في الواقع، هناك حالة امتعاض كبير وغضب شديد في أوساط أهالي عاصمة الجنوب، الذين يشعرون بالضّيم والإحباط بسبب تواصل هذا المشكل وسط صمت رهيب ولامبالاة من السّلطات التي تبقى وحدها القادرة على إيجاد الحلول المناسبة لإيواء أفارقة جنوب الصّحراء المتواجدين بالمدينة بكثافة لتفادي حصول مشاكل يبقى الجميع في غنى عنها.
إلى متى؟
تجدر الإشارة إلى أنّه مرّت 8 أشهر عن إعفاء والي صفاقس، فاخر الفخفاخ، من مهامّه لكن لا تزال الجهة بدون وال رغم حجمها الذي لا يستهان به، ورغم المشاكل العديدة التي تتخبّط فيها ولاية المليون و200 ألف ساكن – وهي مشاكل تتسبّب في معاناة يومية حقيقية لأهالي الولاية الذين ضاقوا ذرعا بتهميش جهتهم على جميع المستويات.
ويبقى السّؤال المطروح بإلحاح في أوساط أهالي عاصمة الجنوب، إلى متى ستبقى جهة صفاقس بدون وال؟
محمّد كمّون
