صالون الصريح

صالح الحامدي يكتب: الإتحاد المغاربي وكلفة كبيرة لخيار ‘اللا مغرب’

Salah Hamedi ce
كتب: صالح محمد الحامدي

بمناسبة الذكرى 35 لإنشاء الإتحاد المغاربي تواترت التصريحات والتعليقات والتحاليل ومن ضمنها تصريح صدر عن الرباط ونواكشوط مشددا على ‘أن التكامل المغاربي خيار لا رجعة فيه’…

وهو موقف يترجم عن منطق الأشياء، لو لا تضاربه مع الواقع المعاش في المنطقة، بما يستشف من وضع العلاقات بين بعض الدول مثل ” تجميد العلاقات بين الجزائر والمغرب “، والعلاقات مع بعض الدول الإفريقية جنوب الصحراء، وكذلك ” تعليق العلاقات الدبلوماسية ” بين المغرب وتونس، كما جاء في تصريح أخير لوزير خارجية المغرب.

خلاف قائم

في نفس السياق وفي خضم التجاذبات الدبلوماسية حول ملف الصحراء الغربية يستمر الخطاب الرسمي في الجزائر والمغرب في ترديد شعار
‘وحدة المغرب العربي خيار استراتيجي’، بينما تظل الحدود بين البلدين مغلقة منذ سنة 1994، وفيما يعتبر المغرب أن الصحراء الغربية ” قضية وطنية ” يجب أن تسوى بين المغرب والجزائر، ترى الجزائر أن نزاع الصحراء الغربية يجب أن يفض ” في إطار تسوية سياسية بين المغرب والبوليساريو طبقا لقرارات الأمم المتحدة “.
لا يزال الخلاف قائما، فيما يرى بعض المحللين أنه ما يمكن إطلاقه على العلاقات بين المغرب والجزائر هو أنه ” دق مسمار من آخر المسامير في نعش الإتحاد المغاربي ” (بشير الجويني).

‘كلفة اللا مغرب’

الأوضاع السياسية والدبلوماسية السائدة بين بلدان المنطقة قد تجعل “مغرب الدول والسياسة” يعطل “مغرب الشعوب والتنمية”، باعتبار أن ” كلفة اللامغرب ” تضيع على الاقتصاديات المغاربية ما يزيد عن 2 إلى 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، في حين لا تتجاوز التجارة البينية للبلدان الخمسة 2 بالمائة من مجموع معاملاتها التجارية الخارجية، وهو ما يهدر مقدرات اقتصادية هامة على مستوى المنطقة.
واعتبارا إلى أن فكر الإتحاد متجذر في مخيال ونفوس الشعوب المغاربية، فإنه من المؤكد العمل على إحياء مشروع الإتحاد من جديد على أساس المقاربة الشعبية والاقتصادية (اتحاد الشعوب)، على أن لا تعطل السياسة والدبلوماسية اتحاد العمل والتنمية.

المبادلات الاقتصادية

بهاته المناسبة استحضرت كل هاته المعطيات وخاصة ” كلفة اللا مغرب ” ، وقد كنت من خريجي المدرسة القومية للإدارة، وقد أتيحت لي الفرصة بأن أكون ضمن رحلة مغاربية لطلبة المدارس الوطنية المغاربية على متن باخرة ملكية وضعها الملك الحسن الثاني رحمه الله على ذمة الطلبة ذهابا وإيابا من طنجة إلى طرابلس مرورا بالجزائر وتونس، دون استعمال جوازات السفر، رمزا لـ “مغرب الشعوب “، وأثناء الرحلة ألقيت مداخلة حول المبادلات الاقتصادية المغاربية ركزت فيها على ” كلفة اللامغرب ” المقدرة بما يزيد عن 2 إلى 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، فكانت المداخلة محل تقدير كبير من الحضور لتشديدها على ” كلفة اللامغرب “، فعسى أن يتعظ ” مغرب السياسة والدبلوماسية ” وأن لا يعمل على تعطيل ” مغرب الشعوب والتنمية “، والله تعالى ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى