كتب: رشيد البكاي
لم يكن في بالي أن أكتب هذه الكلمة عن حمادي البكوش، فهو ليس في حاجة إلى عباراتي حتى يعرفه الناس لأنه باختصار شديد علم ومرجع ومنوال…
لانه غني عن كل تعريف فاسمه في بنزرت مقترن بتاريخها الرياضي المعاصر، وبما حققه ناديها العريق في عالم كرة القدم من مآثر ونجاحات.
يلقبونه في عاصمة الجلاء بـ (الري) أي الملك، يقدرونه ويهابونه ويقرؤون لمواقفه ألف حساب..
في سنين مضت ترقى عن العد، وحتى الآن، لم يكن واردا أبدا الاستغناء عن آراء حمادي البكوش في كل ما يتعلق بمسيرة النادي الرياضي البنزرتي، لا يمكن لأي كان تجاوزه أو الاستغناء عن استشارته، أو حتى التفكير في تحييده.
تجربة فذّة
حتى غدا النادي الرياضي البنزرتي هو حمادي البكوش ، وحمادي البكوش هو النادي البنزرتي، ولم يكن ذلك ليأتي من فراغ بل من عناصر متضافرة منها قوة شخصية الرجل وتجربته الفذة وحبه الشديد لناديه منذ نعومة الأظافر حيث يعتبر والده (المرحوم عم الهادي البكوش) من الرؤساء التاريخيين للنادي…
لم يكن في بالي أن أكتب هذه الكلمة، وها اني كتبتها، املتها علي مشاعر اللحظة ، وانا اجلس إلى سي حمادي في بيته برفقة بعض الأصدقاء المشتركين
وقد جئنا للاطمئنان على صحته، كتبتها فقط لأُذكر ، والذكرى تنفع المؤمنين، بأن الرجال الذين هم من طينة حمادي البكوش لا يغيبون وحتى ان غيّبهم المرض، ولا يهمشون وحتى ان غادروا موقع المسؤولية أو ابتعدوا عن ميادين النضال.
ذكريات
أثناء الزيارة ، كان الأصدقاء يستذكرون معه بعض الوقائع و يبثون على مسامعه التي أنهكها الزمن شيئا من مآثره وخصاله، وكنت صامتا اتملى واتألم واعود إلى مخيلتي ارسم فيها ملامح عشتها لهذا الرجل الجسور بل الاسد الهصور في ملاعب الجلد المدور، وخاصة عند الأزمات وفي المواقف الصعبة، شجاعة وصلابة، وثبات على المواقف، وغيرة نادرة عن مصلحة النادي وسمعته وكرامة لاعبيه ومسيريه ومشجعيه.
مكافح عنيد
كنت اتملى في الوجه وفي تعابيره دورة الزمن، بما فيها من انكسارات وخيبات أمل، ولكني أعرف في قرارة النفس ان سي حمادي ليس من اولئك الذين يضعفون او يلقون السلاح ويستسلمون، فهو مؤمن حقيقي و مكافح عنيد، وفعال لما يريد لقد كان صرحا وسيبقى ، و كان شامخا وسيظل كشموخ السنابل، تعطي ثمارها غير مبالية بزوابع الاقدار، أو قسوة المناخ وشح الأمطار.
قال المتنبي،
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
