رياضة

خطير ما يجري في كواليس كرتنا…فمتى نستفيق؟!

موضة جديدة تجتاح ملاعبنا وكرتنا ونوادينا فأفسدت علينا متعة الساحرة المستديرة، فلم نعد نشاهد ونكتشف لاعبين تكتنز أقدامهم السحر الكروي مما اخر كرتنا مائة سنة إلى الوراء. 

هذه الفوضى شجع عليها أولياء عديد اللاعبين الشبان وبإيعاز من مسؤولي النوادي. فماذا يعني تعيين مسؤولين او مرافقين باالاصناف الشابة وابناؤهم طرف في اللعبة لترسيمهم في التشكيلة الأساسية وطبعا بمقابل في ما يقع قبر المواهب والفلتات الكروية لأنهم لا يكسبون من متاع الدنيا سوى سحر أقدامهم والشكوى لله سبحانه وتعالى. 

تصرفات غريبة

هذه التصرفات الغريبة زادت الأمر تعقيدا واكدت لهيب التجاوزات للأولياء المسنودين وهشاشة المسؤولين الساهرين والمدربين  الساهرين على تكوين اللاعبين، انها همجية رياضية كروية بالبنط العريض تشهدها نوادينا وملاعبنا فلم نعد نكتشف ونشاهد مواهب كروية مميزة. هذه الفوضى وهذه الأحداث شجع عليها مسؤولي الأندية لتستفحل الظاهرة والويل كل الويل لمن يتجرأ من المدربين وضع أبناء المسنودين على بنك البدلاء او خارج القائمة، حيث بمكالمة هاتفية وحيدة من طرف الولي إلى المسؤول يجد نفسه خارج أسوار المركب. 

صور بشعة!

صور بشعة ومشوهة أصبحنا  نشاهدها في ملاعبنا، واكدت بأن التسامح معها لا يزيد الأمر الا تعقيدات، وبأن الحل يكمن في قرارات صارمة حتى وان لزم الأمر طرد هؤلاء الصائدين في المياه العكرة وشطب أبنائهم مدى الحياة لوقف هذا التيار المأساوي الذي ذبح كرتنا من الوريد إلى الوريد. وهنا يجرنا الحديث عن ابن طارق ذياب عندما أرادت بعض الاطراف تمجيده بأنه موهبة كروية على طريق والده يسير الا ان صاحب الكرة الذهبية الأفريقية استشاط غضبا من هؤلاء وتم نعتهم بالسفهاء الدجالين في ظاهرة  خطيرة للتقرب من إمبراطور الكرة الأفريقية. 

احتراف أعرج

نعم احترافنا الأعرج اوصلنا اليوم إلى الحضيض، وقد توهمنا سابقا  بأننا نسير في الطريق الصحيح حتى كادت كرتنا على عزتها وشرفها تستحيل هباء منثورا وحلما مبتورا وقلبا مفطورا وجرحا محفورا واملا مطمورا وجمهورا مقهورا.. 

اليوم يجب أن نتوقف قليلا ونتحدث قليلا ونكتشف المستور قليلا.. فصمتنا المتراكم على مر الأعوام سبب البلية.. وتصفيقنا المتواصل على ما يحدث مثل لنا كارثة حقيقية وقناعاتنا التي عشنا بها ولها على أنها مثالية هي في الأصل قناعة سلبية.. فواقعنا الرياضي مر من كل الجوانب وحيثما نولوا وجوهنا فلا نجب غير المتاعب.. نعم فالأرقام مفزعة و المظلومين بمثل شعر الرأس والخطر قادم لا محالة وقلة الأدب استفحلة في كل الملاعب.. 

ما العمل؟

هذا واقعنا.. وهذه قناعاتنا.. فمن يقدر على تغيير هذا وتلك.. وكيف نتصرف في هذه الظروف بالذات نستعيد طعم الرياضة السمحة.. وفي أي إتجاه نتحرك لنكنس هؤلاء السماسرة  ونرسم على شفاه لاعبينا الشبان الأبرياء الغير مسنودين الأفراح والمسرات والاستحقاقات الكروية. 

وبالله دلوننا فشارع الرياضة اليوم يئن تحت وطأة المشاكل البيزنطية ولا نرى حلا في الكلمات.. طالما تبقى مجرد كلمات.. فالعمل وفقط العمل يبقى الشرارة الأولى التي تدفع البشرية إلى الأمام وتحقق اعتى الأمنيات. 

رضا السايبي  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى